الصحابة المحيطة بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو من الدائرة المتوسطة ، أو الدوائر البعيدة؟!
وهاهنا ـ في البدء ـ عدّة موارد وتساؤلات مطروحة :
الأولى : ما مرّ من قول ابن كيسان وروايته : أنّ حذيفة قد قال للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عقب الحادثة : ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟! فأجابه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أكره أن تقول العرب لمّا ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم» ؛ فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم يفيد أنّ المجموعة التي قامت بهذا التدبير هي من خواصّ الصحابة المحيطين به.
الثانية : إنّ في كثير من الروايات لدى الفريقين التعبير عنهم بفلان وفلان و ... من دون ذكر أسمائهم ؛ فما هذه الحشمة عن ذكر أسمائهم وعدّتهم بكاملها؟! ولم هذا التحاشي عن التصريح إلى الكناية المبهمة؟! ومن هم هؤلاء الّذين يتحفّظ عن ذكر أسمائهم؟! أترى لو كانوا من الأباعد في الصحبة يتستّر عليهم؟! أو لو كانوا من المشهورين علنا بالنفاق لكان يتخفّى عليهم؟! وهذا مؤشّر مهمّ يضع بصماته على هذه الجماعة.
الثالثة : قول الباقر عليهالسلام : إنّ ثمانية منهم من قريش وأربعة من العرب.
الرابعة : إنّه وقع بين عمّار رضى الله عنه وبين رجل من تلك المجموعة شجار بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأشار عمّار ولمّح بين ملأ من الناس إلى كون ذلك الرجل منهم.
الخامسة : إنّ سرّ معرفة حذيفة بالمنافقين واختصاصه بهذه المعرفة هو مشاهدته لهذه الواقعة ، وهذا يفيد أنّ أصحاب هذه المجموعة لم يكونوا مشهورين في العلن لدى عامّة المسلمين بأنّهم من المتمرّدين والمنافقين ، بل كانوا يتستّرون في عداوتهم وكيدهم للدين والنبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ وإلّا لما اختصّ حذيفة بمعرفتهم كخصيصة أشاد بها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لحذيفة ، ولما ذا لم تشمل هذه المعرفة أصحاب السقيفة والخلفاء الثلاثة ، بينما اختصّ بها أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام وحذيفة؟!
السادسة : من الملاحظ والملفت للنظر أنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يصطحب على