عشر رجلا. قال عمّار : فإنّك أن كنت منهم فهم خمسة عشر رجلا. فقال الرجل : مهلا ، أذكرك الله أن تفضحني. فقال عمّار : والله ما سمّيت أحدا ، ولكنّي أشهد أن الخمسة عشر رجلا اثنا عشر منهم حرب لله ولرسوله (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ* يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)» (١).
الرابعة عشرة : ما تقدّم من أنّ أهل العقبة والرهط هم ممّن يحيط بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لدرجة عدّهم ـ عند الناس ـ من أصحابه في مقابل بقية الناس. وقد روى الصدوق في الخصال ، بإسناده إلى حذيفة بن اليمان أنّه قال :
الّذين نفروا برسول الله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور ، وأبو الدواهي ، وأبو المعازف ، وأبوه ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص ، وأبو عبيدة ، وأبو الأعور ، والمغيرة ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد الرحمن ابن عوف ، وهم الّذين أنزل الله عزوجل فيهم : (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا)» (٢).
الخامسة عشرة : إنّ الرجل الذي تنازع معه عمّار فتسابّا يشهد نقل الواقدي أنّه بقدر عمّار في قرب الصحبة من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولو بنظر الناس ؛ إذ كيف يسأله عمّار عن عدّة أهل العقبة وعن علمه بهم مع كونه من الأباعد وأوساط الناس ، كما أنّ تعبير الآخرين أنّ الرجل صاحب عمّار ، شاهد على كونه ممّن يحيط بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن ثمّ هو على علقة قريبة من عمّار ؛ كما أن تعبير عمّار وخطابه له : «أخبرني عن علمكم بهم» دالّ على كون كلّ مجموعة أهل العقبة هم من قبيل ذلك الرجل ، أي من الدائرة القريبة من النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ كما أنّ تحاشي عمّار عن ذكر أسماء هؤلاء ـ مضافا إلى كونه وصية النبيّ
__________________
(١). المغازي ٢ / ١٠٤٢ ـ ١٠٤٥.
(٢). الخصال : ٤٩٦ حديث ٦.