صلىاللهعليهوآلهوسلم له ولحذيفة في تلك الواقعة ، ولو بحسب ما دام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حيا ـ هو لمكانة أولئك الرهط في أعين الناس ، فكان من المشقّة والصعوبة بمكان كشف الحقائق والأوراق لعامّة الناس.
روى ابن عبد البرّ في الاستيعاب في ترجمة حذيفة :
من كبار أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم و ... وكان عمر بن الخطّاب يسأله عن المنافقين وهو معروف في الصحابة بصاحب سرّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفّين وكانا قد بايعا عليّا بوصية أبيهما بذلك إيّاهما (١).
وروى المزّي في تهذيب الكمال ، عن قتادة :
قال حذيفة : «لو كنت على شاطئ نهر ، وقد مددت يدي لأغترف فحدّثتكم بكلّ ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتّى أقتل!!».
وقال عطاء بن السائب ، عن أبي البختري : «قال حذيفة : لو حدّثتكم بحديث لكذّبني ثلاثة أثلاثكم ـ أي كلّكم ـ
قال : ففطن له شاب فقال : من يصدّقك إذا كذّبك ثلاثة أثلاثنا؟!
فقال : إنّ أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا يسألون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر.
قال : فقيل له : ما حملك على ذلك؟ فقال : إنّه من اعترف بالشر وقع في الخير».
وروى عن النزّال بن سبر : «كنّا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان : يا أبا عبد الله! ما هذا الذي يبلغني عنك. قال : ما قلته. فقال عثمان : أنت أصدقهم وأبرّهم. فلمّا خرج قلت : يا أبا عبد الله! ألم تقل ما قلته؟! قال : بلى ، ولكنّي أشتري ديني ببعضه مخافة أن يذهب كلّه».
__________________
(١). الاستيعاب ـ بذيل الإصابة ـ ١ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨.