وعند الله تعالى باطنهم وظاهرهم ، فهم الّذين أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّهم : لو أنفق أحدنا مثل أحد ذهبا ما بلغ نصيف مدّ أحدهم. وإن كانوا كاذبين فهم في الظاهر مسلمون وعند الله تعالى كفّار» (١).
وقال : «وأمّا حديث حذيفة فساقط ؛ لأنّه من طريق الوليد بن جميع ، وهو هالك ، ولا نراه يعلم من وضع الحديث ؛ فإنّه قد روى أخبارا فيها أنّ أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه ، فسقط التعلّق به ، والحمد لله ربّ العالمين» (٢).
إلى أن قال : «وأمّا الموقوفة على حذيفة فلا تصحّ ، ولو صحّت لكانت بلا شكّ على ما بيّنا من أنّهم صحّ نفاقهم وعاذوا بالتوبة ولم يقطع حذيفة ولا غيره على باطن أمرهم فتورّع عن الصلاة عليهم. وفي بعضها : أنّ عمر سأله : أنا منهم؟ فقال له : لا ، ولا أخبر أحدا غيرك بعدك. وهذا باطل ، كما ترى ؛ لأنّ من الكذب المحض أن يكون عمر يشكّ في معتقد نفسه حتّى لا يدري أمنافق هو أم لا؟ وكذلك أيضا لم يختلف اثنان من أهل الإسلام في أنّ جميع المهاجرين قبل فتح مكّة لم يكن فيهم منافق ، إنّما كان النفاق في قوم من الأوس والخزرج فقط ، فظهر بطلان هذا الخبر» (٣).
ثمّ روى عن البخاري (٤) : «نا آدم بن أبي إياس ، نا شعبة ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل شقيق ابن سلمة ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : إنّ المنافقين اليوم
__________________
(١). المحلّى ١١ / ٢٢٣.
(٢). المحلّى ١١ / ٢٢٤.
(٣). المحلّى ١١ / ٢٢٥.
(٤). صحيح البخاري ٩ / ٧٢ ؛ وفيه : «يومئذ» بدل : «حينئذ».