الله أن [لا] يدخل الضّلال الجنّة» (١) ؛ بناء على نسخة بدون «لا» النافية. وفي رواية العيّاشي : «يا زرارة! حقّا على الله أن يدخلك الجنّة» (٢).
وصدر الرواية قد روي بطرق متعدّدة ، وموردها في الأصل أنّه عليهالسلام سأل زرارة :
«متأهّل أنت؟!» ، فقال : لا. ثمّ ذكر زرارة أنّه لا يستحلّ نكاح هؤلاء فذكرعليهالسلام أنّ المستضعفين لا زالوا على الولاء ، لا ولاء الإيمان بل ولاء ظاهر الإسلام من المناكحة وحلّية ذبيحتهم و ... ففي رواية لحمران عنه عليهالسلام : «هم من أهل الولاية ... أما إنّها ليست بولاية في الدين ولكنّها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة ، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفّار ، وهم المرجون لأمر الله عزوجل» (٣).
والحاصل أنّ هذه الرواية ومثيلاتها محمولة على النجاة ـ ومقيّدة لها ـ بالطاعة عند الامتحان في الحساب مع تبيان الحقّ لهم واختيارهم له ؛ لما مرّ من روايات مستفيضة دالّة على ذلك مضافا إلى كون مثل هذه الروايات متعرّضة إلى أحكام الحياة الاجتماعية مع هؤلاء.
ومثل هذا التقييد في صحيح ضريس الكناسي : عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت له:
«جعلت فداك ، ما حال الموحّدين المقرّين بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم من المسلمين المذنبين ، الّذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟
فقال : «أمّا هؤلاء فإنّهم في حفرهم لا يخرجون منها ، فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنّه يخدّ له خدّا إلى الجنّة التي خلقها الله بالمغرب ـ أي البرزخية لا الأخروية ـ فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة حتّى يلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته ، فإمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النار ، فهؤلاء الموقوفون لأمر الله». قال عليهالسلام :
__________________
(١). الكافي ٢ / ٢٨٢ ح ٣ ، كتاب الإيمان والكفر : باب أصناف الناس.
(٢). تفسير العيّاشي ٢ / ٩٣ ح ٧٤ ، بحار الأنوار ٧٢ : ١٦٤ ـ ١٦٥ ح ٢٦.
(٣). تفسير العيّاشي ١ / ٢٦٩ ح ٢٤٩ ، معاني الأخبار : ٢٠٢ ح ٨ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٠ ح ١٣.