(أَصْحابُ الْأَعْرافِ)؟! أين المرجون لأمر الله؟! أين الّذين (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً)؟! أين (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ)؟! أين أهل تبيان الله؟! أين (الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً)؟! (فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكانَ اللهُ عَفُوًّا غَفُوراً) (١)» (٢).
وتعبيره عليهالسلام عن أفراد المعذورين ب «أهل تبيان الله» لعلّ المراد به أنّه يبيّن تعالى لهم الهدى من الضلال في الامتحان المقام لهم عند الحساب.
السادسة
هناك جملة أخرى من الروايات يظهر منها دخول أفراد المعذور إلى الجنّة ، ولكنّها محمولة ومقيّدة بامتحانهم وطاعتهم فيه ، ومن ثمّ نجاتهم ، كما تقدّم حمل جملة من الروايات الواردة في دخول أطفال المشركين النار على عصيانهم في الامتحان ؛ بمقتضى العديد من الروايات المستفيضة المفصّلة المقيّدة لدخول الجنّة أو النار بالامتحان عند الحساب.
منها : صحيح زرارة ؛ قال : «دخلت أنا وحمران ـ أو : أنا وبكير ـ على أبي جعفر عليهالسلام ، قال : قلت له : إنّا نمدّ المطمار؟ قال : «وما المطمار؟!» قلت : التتر ، فمن وافقنا من علوي أو غيره تولّيناه ، ومن خالفنا من علوي أو غيره برئنا منه ..
فقال : «يا زرارة! قول الله أصدق من قولك ؛ فأين الّذين قال الله عزوجل : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ ...)؟! أين المرجون لأمر الله؟! أين الّذين (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً)؟! أين (أَصْحابُ الْأَعْرافِ)؟! أين (الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) ...»
وزاد فيه جميل ، عن زرارة : فلمّا كثر بيني وبينه الكلام قال : «يا زرارة! حقّا على
__________________
(١). النساء / ٩٩.
(٢). تفسير العيّاشي ١ / ٢٦٩ ح ٢٤٦ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٤ ح ٢٣.