فالهداية هي للولاية ؛ كما عرّفت في آيات عديدة أنّ الهداية الصراطية للإيصال إلى المطلوب هي الولاية والإمامة ، كما في : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (١) ، و : (جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ) (٢) ، و : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ...) ، و : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٣).
وقد وردت روايات مستفيضة في ذيل الآية في بيان ذلك براهينا ، فلاحظ تفسير البرهان (٤) ونور الثقلين (٥) ؛ فمقتضى الآية كون الامتحان والتبيان لأهل الأعذار من الضّلال مستعقب لهدايتهم بالطاعة.
ويدلّ عليه رواية الحسين بن خالد ، عن الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام ، قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي» ، ثمّ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي ، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل».
قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا عليهالسلام : يا بن رسول الله! فما معنى قول اللهعزوجل : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) (٦)؟ قال : لا يشفعون إلّا لمن ارتضى الله دينه(٧).
__________________
(١). الرعد / ٧.
(٢). الأنبياء / ٧٣.
(٣). يونس / ٣٥.
(٤). تفسير البرهان ٣ / ٢٨ ـ ٣٠ ح ٤٨٨٥ ـ ح ٤٨٩٤.
(٥). تفسير نور الثقلين ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٤ ح ٥٧ ـ ح ٦٣.
(٦). الأنبياء / ٢٨.
(٧). عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ١٣٦ ح ٣٥ ، الأمالي ـ للشيخ الصدوق ـ ٥٦ ح ١١ ، بحار الأنوار ٨ / ١٩ ح ٥ و ٣٤ ح ٤.