عنقه ، وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي :
ألا قل لحيّ أوطئوا بالسنابك |
|
تطاول هذا الليل من بعد مالك |
قضى خالد بغيا عليه بعرسه |
|
وكان له فيها هوى قبل ذلك |
فأمضى هواه خالد غير عاطف |
|
عنان الهوى عنها ولا متمالك |
وأصبح ذا أهل وأصبح مالك |
|
إلى غير أهل هالكا في الهوالك |
فلمّا بلغ ذلك أبا بكر وعمر قال عمر لأبي بكر : إنّ خالدا قد زنى فاجلده. قال أبو بكر : لا ؛ لأنّه تأوّل فأخطأ. قال : فإنّه قتل مسلما فاقتله. قال : لا ، إنّه تأوّل فأخطأ. ثمّ قال : يا عمر! ما كنت لأغمد سيفا سلّه الله عليهم. ورثى مالكا أخوه متمّم بقصائد عديدة(١).
وفي تاريخ الخميس : اشتدّ في ذلك عمر وقال لأبي بكر : ارجم خالدا ، فإنّه قد استحلّ ذلك ؛ فقال أبو بكر : والله لا أفعل ، إن كان خالد تأوّل أمرا فأخطأ (٢). وفي شرح المواقف : فأشار عمر على أبي بكر بقتل خالد قصاصا. فقال أبو بكر : لا أغمد سيفا شهره الله على الكفّار. وقال عمر لخالد : لئن وليت الأمر لأقيدنّك به (٣) ؛ وفي تاريخ دمشق : قال عمر : إنّي ما عتبت على خالد إلّا في تقدّمه وما كان يصنع في المال ، وكان خالدا إذا صار إليه شيئا قسمه في أهل الغنى ولم يرفع إلى أبي بكر حسابه ، وكان فيه تقدّم على أبي بكر ، يفعل الأشياء التي لا يراها أبو بكر ، وأقدم على قتل مالك بن نويرة ونكح امرأته ، وصالح أهل اليمامة ، ونكح ابنة مجاعة بن مرارة ، فكره ذلك أبو بكر ولم ير أن يعزله(٤).
هذا ، وقد كان مالك من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واستعمله صلىاللهعليهوآلهوسلم على صدقات قومه ، وهو من أشراف الجاهلية والإسلام. ثمّ إنّ ضرار بن الأزور زميل خالد بن الوليد في قتل
__________________
(١). لاحظ : تاريخ أبو الفداء ١ / ١٥٨.
(٢). تاريخ الخميس ٢ / ٢٣٣.
(٣). المواقف : ٤٠٣ ، شرح المواقف ٨ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.
(٤). تاريخ دمشق ٥ / ١١٢.