مالك قد شنّ الغارة على حيّ من بني أسد فأخذ امرأة جميلة فوطئها بهبة من أصحابه ، ثمّ ذكر ذلك لخالد ، فقال : قد طيّبتها لك ؛ فكتب إلى عمر فأجاب برضخه بالحجارة (١). وبعد فتح الشام أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر ، عن محارب بن دثار : إنّ أناسا من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شربوا الخمر بالشام وقالوا : شربنا لقول الله : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) (٢) .. الآية (٣). وفي كتاب من أبي بكر له : لعمري يا بن أمّ خالد! إنّك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجفف بعد كتبه إليه لمّا قال خالد لمجاعة : زوّجني ابنتك. فقال له مجاعة : مهلا ، إنّك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك. قال : أيّها الرجل! زوّجني. فزوّجه ، فبلغ ذلك أبا بكر فكتب إليه الكتاب ، فلمّا نظر خالد في الكتاب جعل يقول : هذا عمل الأعيسر. يعني عمر بن الخطّاب (٤). هذا ، وقد كان خالد بن الوليد من نجوم قيادات الفتوح. وفي الإصابة ـ في ترجمة خالد بن الوليد ـ : قال عمر لأبي بكر : اكتب إلى خالد لا يعطي شيئا إلّا بأمرك فكتب إليه بذلك ، فأجابه خالد : إمّا أن تدعني وعملي وإلّا فشأنك بعملك. فأشار عليه عمر بعزله ، فقال أبو بكر : فمن يجزي عنّي جزاء خالد. قال عمر : أنا. فتجهّز عمر ... إلى أن قال ـ بعد ثني أبي بكر لعمر عن الخروج ـ : فلمّا قبل عمر كتب إلى خالد : أن لا تعطي شاة ولا بعيرا إلّا بأمري. فكتب إليه خالد بمثل ما كتب إلى أبي بكر ، فقال عمر : ما صدقت الله إن كنت أشرت على أبي بكر بأمر فلم أنفّذه. فعزله ، ثمّ كان يدعوه إلى أن يعمل فيأبى إلّا أن يخلّيه يفعل ما شاء فيأبى عمر ، قال مالك : وكان عمر يشبه خالدا (٥).
وعن عبد الرحمن بن عوف ، قال : إنّه دخل على أبي بكر في مرضه الذي توفّي فيه
__________________
(١). لاحظ : تاريخ دمشق ٧ / ٣١ ، خزانة الأدب ٢ / ٨ ، الإصابة ٢ / ٢٠٩.
(٢). المائدة / ٩٣.
(٣). لاحظ : الدرّ المنثور ٢ / ٣٢١.
(٤). لاحظ : تاريخ الخميس ٣ / ٣٤٣ ، وتاريخ الطبري ٣ / ٢٥٤.
(٥). الإصابة ١ / ٤١٥.