ان لا يكون قادرا على الصدق والعدل. والقول بانه لا يقدر على العدل كفر فما يؤدى إليه مثله. وقالوا أيضا لا فرق بين قول النظام إنه يكون من الله تعالى ما لا يقدر على صدّه ولا على تركه وبين قول من زعم انه مطبوع على فعل لا يصح منه خلافه وهذا كفر فما يؤدى إليه مثله. ومن عجائب النظام فى هذه المسألة انه صنّف كتابا على الثنوية وتعجب فيه من قول المانوية بان النور يأمر اشكاله المختلفة بالظلمة يفعل الخير وهي مما لا تقدر على الشر ولا يصح منها فعل الشرور وتعجب من ذم الثنوية الظلمة على فعل الشرّ مع قولها بان الظلمة لا تستطيع فعل الخير ولا تقدر الا على الشر فيقال له. اذا كان الله عندك مشكورا على فعل العدل والصدق وهو غير قادر على فعل الظلم والكذب فما وجه انكارك على الثنوية ذم الظلم على الشر وهى عندهم لا تعذر على خلاف ذلك الفضيحة الثانية من فضائحه قوله ان الانسان هو الروح وهو جسم لطيف فداخل لهذا الجسم الكثيف مع قوله بان الروح هى الحياة المشابكة لهذا الجسد. وقد زعم انه فى الجسد على سبيل المداخلة وأنه جوهر واحد غير مختلف ولا متضاد. وفى قوله هذا فضائح له منها ان (٥٠ ب) الانسان على هذا القول لا يرى على الحقيقة وانما يرى الجسد الّذي فيه الانسان ومنها انه يوجب ان الصحابة ما رأوا رسول الله