الفضيحة الرابعة عشر من فضائحه قوله بأنّ الله تعالى خلق الناس والبهائم وسائر الحيوان وأصناف النبات والجواهر (٥٤ ب) المعدنية كلها فى وقت واحد وأن خلق آدم عليهالسلام لم يتقدم على خلق اولاده ولا تقدّم خلق الامهات على خلق الأولاد. وزعم أن الله تعالى خلق ذلك أجمع فى وقت واحد غير أنّ اكثر بعض الاشياء فى بعض. فالتقدّم والتأخر إنما يقع فى ظهورها من أماكنها. وفى هذا تكذيب منه لما اجتمع عليه من سلف الأمة مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى والسامرة من أن الله تعالى خلق اللّوح والقلم قبل خلق السموات والأرض. وإنما اختلفت المسلمون فى السماء والأرض أيّتهما خلقت أولا فخالف النظام المسلمين وأهل الكتاب فى ذلك وخالف فيه أكثر المعتزلة لأن المعتزلة البصرية زعمت أن الله تعالى خلق إرادته قبل مراداته وأقرّ سائرهم بخلق بعض أجسام العالم قبل بعض. وزعم أبو الهذيل أنه خلق قوله للشىء كن لا فى محلّ قبل أن خلق الأجسام والأعراض. وقول النظام بالظهور والكمون فى الأجسام وتداخلها شرّ من قول الزهرية الذين زعموا أنّ الأعراض كلها كامنة فى الأجسام. وإنما يتعيّن الوصف على الأجسام بظهور بعض الاعراض وكمون بعضها وفى كل واحد من المذهبين تطريق