أهل الحديث منهم كلّهم متّفقون على مقالة واحدة فى توحيد الصانع وصفاته وعدله وحكمته وفى اسمائه وصفاته وفى ابواب النبوة والإمامة وفى احكام العقبى وفى سائر اصول الدين وانما يختلفون فى الحلال والحرام من فروع الاحكام وليس بينهم فيما اختلفوا فيه منها تضليل ولا تفسيق وهم الفرقة الناجية ويجمعها الاقرار بتوحيد الصانع وقدمه وقدم (٨ ا و ٨ ب) صفاته الأزلية واجازة رؤيته من غير تشبيه ولا تعطيل مع الاقرار بكتب الله ورسله وبتأييد شريعة الاسلام وإباحة ما أباحه القرآن وتحريم ما حرّمه القرآن مع قيود ما صحّ من سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم واعتقاد الحشر والنشر وسؤال الملكين فى القبر والاقرار بالحوض والميزان فمن قال بهذه الجهة التى ذكرناها ولم يخلط ايمانه بها بشيء من بدع الخوارج والروافض والقدرية وسائر اهل الاهواء فهو من جملة الفرقة الناجية ان ختم الله له بها وقد دخل فى هذه الجملة جمهور الامة وسوادها الأعظم من أصحاب مالك والشافعىّ وأبى حنيفة والأوزاعىّ والثورىّ وأهل الظاهر فهذا بيان ما اردنا بيانه فى هذا الباب ونذكر فى الباب الّذي يليه تفصيل مقالة كلّ فرقة من فرق الاهواء الذين ذكرناهم ان شاء الله عزوجل