والرسول سوى الوحى إليه وسوى معجزاته وسوى عصمته عن المعصية. وزعموا أن من فعل فيه تلك الصفة وجب على الله تعالى إرساله وفرقوا بين الرسول والمرسل بان الرسول من قامت به تلك الصفة والمرسل هو المأمور باداء الرسالة. ثم انهم خاضوا فى باب عصمة الأنبياء عليهمالسلام فقالوا. كلّ ذنب اسقط العدالة أو أوجب حدا منهم معصومون منه وغير معصومين مما دون ذلك. وقال بعضهم لا يجوز الخطأ عليهم فى التبليغ وأجاز ذلك بعضهم. وزعم أن النبي عليهالسلام اخطأ فى تبليغ قوله (ومناة الثالثة الأخرى حتى قال بعده (تلك الغرانيق العلى شفاعتها ترتجى) (النجم ٢٠) وقال اهل السنة ان تلك الكلمة كانت من تلاوة الشيطان القاها فى خلال تلاوة النبي صلىاللهعليهوسلم وقد قال شيخنا ابو الحسن الأشعرىّ فى بعض كتبه إن الأنبياء بعد النبوة معصومون من الكبائر والصغائر. وزعمت الكرامية أيضا أنّ النبىّ اذا ظهرت دعوته فمن سمعها منه او بلّغه خبره لزمه تصديقه والاقرار به من غير توقف على معرفة دليله وقد سرقوا هذه البدعة من أباضية الخوارج الذين قالوا ان قول النبي عليهالسلام انا نبى فنفسه حجة لا يحتاج معها الى برهان. وزعمت الكرامية أيضا أن من لم تبلغه دعوة الرسل لزمه أن يعتقد موجبات العقول وأنّ يعتقد أنّ الله