فى بدء امره مشغولا بكلام الصوفية وكانت عباراته حينئذ من الجنس الّذي تسميه الصوفية الشطح وهو الّذي يحتمل معنيين. احدهما حسن محمود. والآخر قبح مذموم وكان يدعى انواع العلوم على الخصوص والعموم وافتتن به قوم من اهل بغداد وقوم من اهل طالقان خراسان. وقد اختلف فيه المتكلمون والفقهاء والصوفية. فاما المتكلّمون فاكثرهم على تكفيره وعلى انه كان على مذاهب الحلولية وقبله قوم من متكلمى السالمية بالبصرة ونسبوه الى حقائق معانى الصوفية. وكان القاضى ابو بكر محمد بن الطيب الاشعرى (١٠١ ا) رحمهالله نسبه الى معاطاة الحيل والمخاريق وذكر فى كتابه الّذي أبان فيه عجز المعتزلة عن تصحيح دلائل النبوة على اصولهم مخاريق الحلاج ووجوه حيله. واختلف الفقهاء أيضا فى شأن الحلاج فتوقف فيه ابو العباس بن سريح لما استفتى فى دمه وافتى ابو بكر بن داود بجواز قتله واختلف فيه مشايخ الصوفية فبرئ منه عمرو بن عثمان المكى وأبو يعقوب الاقطع وجماعة منهم وقال عمرو بن عثمان كنت أماشيه يوما فقرأت شيئا من القرآن فقال يمكننى ان اقول مثل هذا وروى ان الحلاج مر يوما على الجنيد فقال له انا الحق فقال الجنيد أنت بالحق أية خشبة تفسد فتحقق فيه ما قال الجنيد لانه صلب بعد ذلك وقبله جماعة من الصوفية. منهم أبو