ففعل به ذلك يوم الثلاثاء لست بقين من ذى القعدة سنة نسع وثلاثمائة ثم انزل من جذعه الّذي صلب عليه بعد ثلاث واحرق وطرح رماده فى الدجلة وزعم بعض المنسوبين إليه انه حي لم يقتل وانما قتل من ألقى عليه شبهه والذين تولوه من الصوفية وزعموا انه كشف له احوال من الكرامة فاظهرها للناس فعوقب بتسليط منكرى الكرامات عليه لتبقى حاله على التلبيس. وزعم هؤلاء ان حقيقة التصوف حال ظاهرها تلبيس وباطنها تقديس واستدلوا على تقديس باطن الحلاج بما روى انه قال عند قطع يديه ورجليه حسب الواحد افراد الواحد وبأنه سئل يوما عن ذنبه فانشأ يقول ثلاثة احرف لا عجم فيها ومعجومان ـ وانقطع الكلام وأشار بذلك الى التوحيد ـ واما العذاقرة فقوم ببغداد اتباع رجل ظهر ببغداد فى ايام الراضى بن المقتدر فى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وكان معروفا بابن أبى العذاقر واسمه محمد بن على السلمقانى وادعى حلول روح الاله فيه وسمى نفسه روح القدس ووضع لاتباعه كتابا سماه بالحاسة السادسة وصرح فيه برفع الشريعة واباح اللواط وزعم انه ايلاج الفاضل نوره فى المفضول. واباح اتباعه له حرمهم طمعا فى ايلاجه نوره فيهنّ. وظفر الراضي بالله به وبجماعة من اتباعه منهم الحسين بن القسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب وابو عمران