الشريعة. فإما ان يقبل منهم تأويلها على وجه يؤول الى رفعها وإما ان يبقى على الشك والحيرة فيها. ودرجة التدليس منهم قولهم للغرّ الجاهل بأصول النظر والاستدلال ان الظواهر عذاب وباطنها فيه الرحمة. وذكر له قوله فى القرآن (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) (الحديد ١٣). فاذا سألهم الغرّ عن تأويل باطن الباب قالوا جرت سنّة الله تعالى فى أخذ العهد والميثاق على رسله. ولذلك قال (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (الاحزاب ٧) وذكروا له قوله (وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) (النحل ٩١) فاذا حلف الغرّ لهم بالايمان المغلّظة وبالطلاق والعتق وبسبيل الاموال فقد ربطوه بها. وذكروا له من تأويل الظواهر ما يؤدى الى رفعها بزعمهم فان قبل الاحمق ذلك منهم دخل فى دين الزنادقة باطلا واستتر بالاسلام ظاهرا. وان نفر الحالف عن اعتقاد تأويلات الباطنية الزنادقة كتمها عليهم لانه قد حلف لهم على كتمان ما اظهروه لهم من اسرارهم. واذا قبلها منهم فقد حلّفوه وسلخوه عن دين الاسلام وقالوا له حينئذ. ان الظاهر كالقشر والباطن كاللّب واللّب خير من القشر. قال عبد القاهر. حكى له بعض من