كان دخل فى دعوة الباطنية. ثم وفقه الله تعالى (١١٣ ب) لرشده وهداه الى حل ايمانهم أنهم لما وثقوا منه بايمانه قالوا له ان المسمين بالانبياء كنوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وكل من ادعى النبوة كانوا أصحاب نواميس ومخاريق احبوا الزعامة على العامة فخدعوهم بنيرنجات واستعبدوهم بشرائعهم. قال هذا الحاكى لى ثم ناقض الّذي كشف لى هذا السر بأن قال له. ينبغى أن تعلم ان محمد بن اسماعيل بن جعفر هو الّذي نادى موسى بن عمران من الشجرة فقال له (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) (طه ١٢) قال فقلت سخنت عينك تدعونى الى الكفر برب قديم الخالق للعالم ثم تدعونى مع ذلك الى الاقرار بربوبية انسان مخلوق وتزعم انه كان قبل ولادته إلها مرسلا لموسى. فان كان موسى عندك رزاقا فالذى زعمت انه ارسله اكذب فقال لى انك لا تفلح أبدا وندم على افشاء أسراره إليّ وتبت من بدعتهم. فهذا بيان وجه حيلهم على اتباعهم. وأما ايمانهم فان داعيهم يقول للحالف جعلت على نفسك عهد الله وميثاقه وذمته وذمة رسله وما أخذ الله تعالى من النبيين من عهد وميثاق انك تستر ما تسمعه منّى وما تعلمه من أمرى ومن أمر الامام الّذي هو صاحب زمانك وأمر أشياعه واتباعه فى هذا البلد وفى سائر البلدان وامر المطيعين