(١١٦ ا) ارسطاطاليس فى طبائع الحيوان كتابا وما ذكرت الفلاسفة من هذا النوع شيئا إلّا مسروقا من حكماء العرب الذين كانوا قبل زمان الفلاسفة من العرب القحطانية والجرهمية والطسمية وسائر الاصناف الحميرية. وقد ذكرت العرب فى اشعارها وأمثالها جميع طبائع الحيوان ولم يكن فى زمانها باطنىّ ولا زعيم للباطنية. وإنما أخذ ارسطاطاليس الفرق بين ما يلد وما يبيض من قول العرب فى أمثالها : كل شرقاء ولود وكل صكاء بيوض : ولهذا كان الخفاش من الطير ولودا لا بيوضا لان لها أذنا شرقاء. وكل ذات أذن صكاء بيوض كالحية والضب (١) والطيور البائضة وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى وعبد الملك بن قريب الأصمعىّ أن العرب قالت بتحريمها فى الجاهلية. أن كل حيوان لعينيه أهداب على الجفن الأعلى دون الاسفل إلّا الانسان فان اهدابه على الجفن الأعلى والاسفل. وقالوا كل حيوان ألقى فى الماء يسبح فيه إلّا الإنسان والقرد والفرس الاعسر فانه يغرق فيه إلّا أن يتعلم الانسان السباحة. وقالوا في الانسان انه اذا قطع رأسه وألقى فى الماء انتصب قائما فى وسط الماء. وقالوا كل طائر كفه فى رجليه وكف الانسان والقرد فى اليد. وكل ذى أربع ركبته فى يده.
__________________
(١) الضب دويبة على حد فرخ التمساح الصغير وذنبه كثير العقد ولذلك قالوا : أعقد من ذنب الضب :