الجواليقى وكلتا الفرقتان قد ضمّت الى خيرتها فى الامامة ضلالتها فى التجسيم وبدعتها فى التشبيه
ذكر قول هشام بن الحكم ـ زعم هشام بن الحكم ان معبوده جسم ذو حدّ ونهاية وانه طويل عريض عميق وأنّ طوله مثل عرضه مثل عمقه ولم يثبت طولا غير الطويل ولا عرضا غير العريض. وقال ليس ذهابه فى جهة الطول أزيد على ذهابه فى جهة العرض وزعم أيضا أنه نور ساطع يتلألأ كالسبيكة الصافية من الفضة وكاللؤلؤة المستديرة من جميع جوانبها. وزعم أيضا أنه ذو لون وطعم ورائحته ومجسّة وان لونه هو طعمه وطعمه هو رائحته ورائحته هو مجسّته ولم يثبت لونا وطعما هما نفسه بل زعم انه هو اللون وهو الطعم. ثم قال قد كان الله ولا مكان ثم خلق المكان بان تحرّك فحدث مكانه بحركته فصار فيه ومكانه هو العرش
وحكى بعضهم عن هشام أن قال فى معبوده أنه سبعة اشبار بشبر نفسه كأنه قاسه على الانسان لأن كل انسان فى الغالب من العادة سبعة اشبار بشبر نفسه
وذكر ابو الهذيل فى بعض كتبه انه لقى هشام بن الحكم في مكة عند جبل أبى قبيس فسأله أيّهما أكبر معبوده أم هذا الجبل؟ قال فاشار الى ان الجبل يوفى عليه تعالى ان الجبل أعظم منه