يحيى بن أكثم (١) في حضرة المأمون ، وذلك بعد أن لامه بنو العباس على تعرضه وتعظيمه ، وقالوا انه صبي لا علم له ، فأجابهم إن هؤلاء أهل بيت النبوة وعلوهم لدنية وراثة من آبائهم عن جدهم عليهالسلام ، وخبره مشهور (٢).
وفيما وقع في مجلس المأمون بين الرضا عليهالسلام وبين أرباب الأديان من اليهود والنصارى والصابئين والملحدين ، ما يحير العقول ، حيث احتج على أهل التوراة بالتوراة ، وعلى أهل الإنجيل بالإنجيل ، يقرأ عليهم الأسفار حتى تعجبوا من قراءته لها ، وأقام حجج الله وبيناته وخبره مشهور (٣). وأخبار الباقر عليهالسلام وابنه الصادق أشهر من أن تذكر ، وكذلك الكاظم عليهالسلام ، وغيرهم إلى الإمام المهدي عليهالسلام ، حتى أن العسكري عليهالسلام أخرجه طفلا رضيعا يحمله على ذراعه إلى شيعته فقال لهم : هذا وليكم وهو صاحب العصر ، فاستأذنه أحدهم أن يسأله فأذن له ، فسأل فأجابه من غير تردد عما سأله ، واستدل له بالكتاب العزيز ، وخبره مشهور (٤) ولو لا خوف الخروج عن المقصود ، لأوردت لكل إمام ما تخصه من الكرامات التي هي في الحقيقة كالمعجزات.
إن قلت : ما تذكره ، إنما هو مشهور عندكم ولا حجة على غيركم ، قلت : ما ذكرته من علمهم ورجوع العلماء واحتياجهم إليهم واستغنائهم عنهم مما لا خلاف فيه بين الفريقين ، حتى أن أكابر علماء الشافعية ، صنفوا كتبا منفردة في فضائلهم ، كل واحد على انفراد وهو مشهور مثل الفصول المهمة في فضائل الأئمة (٥) ، ومثل كتاب
__________________
(١) هو يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن التميمي الأسيدي المروزي أبو محمد ، قاضي رفيع القدر ، عالي الشهرة. من نبلاء الفقهاء ولد بمرو سنة ١٥٩ ه ـ ٧٧٥ م ، واتصل بالمأمون أيام مقامه بها فولاه قضاء البصرة سنة ٢٠٢ ه ، ثم قاضي القضاة ببغداد ، توفي بالربذة من قرى المدينة سنة ٢٤٢ ه ـ ٨٥٧ م. الأعلام ٩ / ١٦٧.
(٢) الاحتجاج للطبرسي ، ٢ / ٤٣٣ ـ ٤٤٦.
(٣) المصدر نفسه ، ٢ / ٤١٥ ـ ٤٢٥.
(٤) المصدر السابق ، ٢ / ٤١٦.
(٥) لابن الصباغ المالكي ، ط الحيدرية في النجف الأشرف.