وآله فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة (١).
ومنه أيضا قال : حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : كتبت إلى ابن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكتب إلي : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال هذا الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خلفة (٢).
أقول : هذا الحديث صريح ، لا يحتمل غير ما ذهب إليه الإمامية من أن الخلفاء والأئمة بعده اثنا عشر ، وأن الثاني عشر ذو عمر طويل ، يمتد ببقاء التكليف ، إذ لا يمكن أن يكون الدين قائما إلى قيام الساعة ، وأن الخلفاء اثنا عشر إلا على ذلك التقدير. وهذا واضح لمن تأمله ، وأنصف من نفسه وترك التعسفات وغيرها من التكلفات والميل إلى تقليد الغير في دينه من غير بصيرة ، والأخبار في هذا من طرقهم كثيرة ذكرها الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٣). وأبو داود السجستاني في صحيحه كتاب السنن (٤) وغيرهم من المحدثين (٥).
قلت : وإذا أثبت أن الخلفاء بعده اثنا عشر لا يزال الدين بهم مستقيما إلى أن تقوم الساعة فقد ثبت مذهب الإمامية ، وأنهم الفرقة الناجية ، لتمسكهم بمن يكون الدين به ظاهرا ، ومنصورا وعزيزا ، ومنيعا ومسددا ، وأقول أيضا هذه الأخبار في معنى شرح ما مضى من الأمر بالتمسك بالعترة ، وأنها مع الكتاب حبل ممدود ولا يفترق عنه ،
__________________
(١) المصدر نفسه ج ٤ / ١٠١ حديث رقم ١٨٢١.
(٢) صحيح مسلم ٤ / ١٠١ ، ح ١٨٢٢ ، ط عز الدين.
(٣) الجمع بين الصحيحين للحميدي ، ص ٣٤.
(٤) سنن أبي داود ج ٤ ص ٤٧١ ، كتاب المهدي.
(٥) كنز العمال ١٠ / ٣٢ ، ٣٣ ، ٣٤ ، ينابيع المودة ٣ / ٩٩.