بكى الرضا عليهالسلام بكاء شديدا ، ثم رفع رأسه إليّ وقال : (١) يا خزاعي (٢) نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، وهل تدري من هذا الإمام؟ ومن يقوم؟ قلت : لا يا مولاي ، إلّا إني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا ، فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، وإن لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل (٣) له ذلك حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا (٤).
وعن محمد الجواد عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال : دخلت على سيدي محمد بن علي عليهالسلام وأنا (٥) أريد أن أسأله عن القائم وهو المهدي أو غيره فابتدأني فقال : يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي (٦).
لم يذكر في هذه الأحاديث إلا الأئمة دون الماضين فيقول ثبوت الأئمة الغابرين الذين ذكرنا مما لم نقل به إلا من قال بالماضين وهو ظاهر.
وعن الهادي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : دخلت على سيدي علي
__________________
(١) في نسخة الأصل : فقال.
(٢) الخزاعة من خزع الشيء أي قطعه ، وهو القطعة تقطع من الشيء ، ويقال : لي من الأزد لا نقاطعهم عن قومهم وتفرقوا بمكة ورئيسهم عمر بن ربيعة بن حارثة ورئيس جرهم عمر بن الحارث الجرهمي ولما بلغت جرهم بمكة واستحلوا حرمتها بعث الله عليهم الزعاف والنمل فأفناهم وسلط عليهم خزاعة فهزموهم فخرج من بقي من جرهم ، ومنهم دعبل بن علي الخزاعي أبو علي الشاعر مشهور من أصحابنا (المجمع في لغة خزع والنجاشي ص ١١٦).
(٣) في نسخة الأصل : طول.
(٤) كفاية الأثر ، ص ٢٧١.
(٥) في نسخة الأصل : وان.
(٦) كفاية الأثر ، ص ٢٧٦.