إنما دهاك أسفلك وأعلاك والله بريء من ذاك ، وكتب الثالث : أحسن ما صح عندي في القضاء والقدر ما رويته عن فلان بن فلان متصلا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنه سئل عن القضاء والقدر فقال : كلما أحمدت الله عليه فهو منه ، وما استغفرت الله منه فهو منك ، وكتب الرابع : أحسن ما صح عندي في القضاء والقدر ما رويته عن فلان بن فلان متصلا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه سئل عن القضاء والقدر ، قال : لو كان القدر محتوما لكان الموتور مظلوما ، فلما نظر إليها ، قال : لقد أخذوها من عين صافية (١) ، نعني أنها لم تختلف معنى وان اختلفت لفظا ، قلت : وهذا معتقد الفرقة الناجية أخذوه عن باب المدينة. وخبره المشهور عند سؤال السائل له أكان مسيرنا الى الشام بقضاء وقدر .. الخ (٢). يؤيد ذلك وهو صريح لا يقبل التأويل.
الثانية : بحذف الإسناد عن النبي صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع ، قال : يا أيها الناس ما أعلم عملا يقربكم الى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد نبأتكم به وحثثتكم على العمل به ، وما من عمل يقربكم الى النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد حذرتكموه ونهيتكم عنه ، ألا وإن الروح الأمين نفث (٣) في روعي أنه لن تموت (٤) نفس حتى تستكمل رزقها فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله إن الله قسم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عزوجل وصبر أتاه رزق الله ، من هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله (قصّ به) (٥) من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة (٦) ، قلت : وهذا معتقد
__________________
(١) الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٦.
(٢) أمير محمد القزويني : أصول المعارف ، ص ٥٣ ، وأيضا الكليني : الكافي ١ / ٢١٦ ـ ٢١٧ ، وأيضا السيد أمير علي : روح الإسلام ٢ / ص ٢٩٧ ـ ٢٩٨ ، وأيضا المجلسي : بحار الأنوار ٥ / ٩٥ ـ ٩٦.
(٣) النفث : الإلقاء والإلهام. والروع بالفتح : الفزع ، وبالفم موضع الفزع أي القلب.
(٤) في نسخة الأصل : لا تموت.
(٥) غير واضحة واثبتناها لاستقامة المقصد.
(٦) تحف العقول ص ٣٤ ، والتمحيص ص ٥٢ ـ ٥٣ ، ح ١٠٠.