القارئ يطلع على النص مباشرة لمعرفة محتواه ، لكننا نشير هنا في عجالة الى قضية سقطت فيها جل الكتابات الفرقية القديمة التي انطلقت من حديث أو مجموعة الأحاديث التي رويت عن الرسول ، والتي تقول بأن الأمة الإسلامية ستفترق على ثلاثة وسبعين فرقة ، معظم المؤرخين اعتبروا أن رقم (٧٣) هو السقف النهائي الذي ستعرفه الساحة الإسلامية ، ومن ثم نجدهم يبحثون هذا المجموع العددي في زمنهم ليخرجوا منه فرقة واحدة هي الناجية ، وهي الفرقة التي ينتمي إليها المؤرخ أو المؤلف ، وباقي الفرق ضالة ومخالفة. لذلك ظهرت أخطاء كثيرة عند التعريف بالفرق الأخرى ، وتساهل المؤرخ المنتمي الى فرقة ما في نقل الأخبار عن خصومه ، فلم يتحرّ الموضوعية العلمية ، لذلك نجد البعض منهم يروي الأساطير الواضحة وينسبها الى الفرق المخالفة دون تمحيص.
إن العدد (٧٣) هو اشارة للكثرة وليس سقفا نهائيا ، لأن الفرق ما زالت تتناسل وتظهر الى يومنا هذا وكل واحدة منها لها موضوعها ، قربا أو بعدا من الحقيقة الإسلامية.
|
حبيب آل جميع ١٠ / محرم / ١٤٢٠ ه القطيف ـ السعودية |