عليه وآله : بينما أنا قائم وإذا زمرة من أصحابي حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم وقال : هلم (١) فقلت : إلى أين؟ فقال : إلى النار ، فقلت : وما شأنهم؟ ، فقال : إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري (٢).
ومن مناقب الفقيه ابن المغازلي الشافعي في تفسير قوله تعالى (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (٣) ، قال : أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني قال : حدثنا هلال بن محمد الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي قال : حدثنا أبي علي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال : حدثني أبي موسى ، قال : حدثني أبي جعفر ، قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر عن جابر ابن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله وإني لأدناهم في حجة الوداع بمنى. حتى قال : لألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفوني في الكتيبة التي تضاربكم ، ثم التفت إلى خلفه فقال : أو علي أو علي ثلاثا. فرأينا أن جبرئيل غمره وأنزل الله سبحانه على إثر ذلك (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) (بعلي بن أبي طالب) (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) ، ثم نزلت (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ
__________________
(١) هلم في لغة أهل الحجاز يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث ، فتقول : هلم يا زيد ، وهلم يا زيدان ، وهلم يا زيدون وهلم يا هند ، وهلم يا هندات ، فهي اسم فاعل وفاعله ضمير مستتر تقديره في هذا الحديث (أنتم) لأن المخاطبين بها أنهم هم الزمرة.
(٢) صحيح البخاري باب الحوض وفي آخر كتاب الرقاق ٤ / ٩٤ و ١٥٦ ، ومسند أحمد بن حنبل ٥ / ٤٨ ، الفتح الكبير للنبهاني ١ / ٤٥٥ ، أقول : والحديث متفق عليه. وحول عدالة الصحابة قاطبة أو في الجملة ، راجع : أضواء على السنة المحمدية ، فصل عدالة الصحابة ص ٣٣٩ ـ ط دار المعارف بمصر. شيخ المضيرة أبي هريرة ص ٢٨٨ ـ ط ٣ ، وكلا الكتابين تأليف الشيخ محمد أبو ريّة المصري. دلائل الصدق ج ٣ ق ٢ / ٤ ، ودراسات في الحديث لهاشم معروف الحسني ص ٧١ ط دار التعارف بيروت ، وصحيح البخاري ١ / ١٧ ، ٣ / ١٥٦ ، ٤ / ٦١ و ١٧٩ ، ٥ / ٦٦ ، ٦ / ٦٨ ، ٧ / ٩٦ رقم ٤.
(٣) راجع الآية ٤١ ـ ٤٤ سورة الزخرف.