الظَّالِمِينَ) ، ثم نزلت : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) (من أمر علي) (إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) وإن عليا لعلم للساعة وأنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون عن علي بن أبي طالب (١).
قلت : أشار بقوله من أمر علي إلى ما أوحي إليه بمكة من نصبه إماما لأمته (٢) ، فنصبه عليهالسلام في غدير خم (٣).
والثاني : فباتفاق المسلمين كافة على أنه عليهالسلام لم يزل على الحق إلى أن لقي الله تعالى ، ثابت القدم كامل الإيمان ، أما عند شيعته فلأنه معصوم عندهم (٤). وأما
__________________
(١) مناقب الامام علي للمغازلي الشافعي ٢٧٥ ، مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٨٥ ، مجمع الزوائد ٣ / ٢٦٥ ـ ٢٧٤ ، صحيح مسلم كتاب الايمان رقم ١١٨ ـ ١٢٠ ص ٨٢ ، صحيح البخاري كتاب العلم ج ١ حديث رقم ٤٣.
(٢) عرف السيد علي أكبر ناصري الامامة بأنها : الرئاسة العامة الالهية خلافة عن رسول الله (ص) ، في أمور الدين والدنيا .. وحفظ حوزة الله بحيث يجب اتباعه على كافة الامة فالمراد بالإمامة هنا تولي السلطة التي كانت للنبي دون استثناء ولذا تسمى بخلافة النبي ، وتجب طاعة الامام على الأمة كافة ، كما تجب طاعة النبي كذلك. حسن عباس حسن ، الصياغة المنطقية ص ٣٥٥.
(٣) لما نزل قوله تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) [المائدة ٦٧] أخذ رسول الله (ص) بيد علي (ع) ، وقال : أيها الناس ألست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله وادر الحق معه كيف دار ، والمولى يراد به : الأولى بالتصرف لتقدم ألست ، ولعدم صلاحية غيره هاهنا ، وقد روى الحديث ونقله الجمهور وأخرجوا ذلك متواترا ، وأن رسول الله قال ذلك بمحضر ألف أو يزيدون ، ونقلوا احتجاج أهل البيت ، وكثير من الصحابة فنقتصر على ذكر أقل القليل من كتبهم منها : شواهد التنزيل ١ / ١٨٧ ، والدر المنثور ٢ / ٢٩٨ ، وفتح القدير ٣ / ٥٧ ، وروح المعاني ٦ / ١٨٦ ، والمنار ٦ / ٤٦٣ ، وتفسير الطبري ٦ / ١٩٨.
(٤) العصمة عند الشيعة : عبارة عن قول العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي محلها كجائز الخطأ ، وليس معنى العصمة أن الله يجبره على ترك المعصية ، بل يفعل به ألطافا يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها. حسن عباس حسن ، الصياغة المنطقية ـ م. س ، ص ٣٧١.