أقول : والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصى كثرة بالأسانيد المعتبرة ، فهو من المتواترات اليقينية (١). وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمسة وسبعين طريقا ، وأفرد له كتابا سمّاه كتاب (الولاية) (٢). وأفرد أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بابن عقدة ، وهو ثقة عند أرباب المذاهب الأخبار ، عن النبي صلىاللهعليهوآله بذلك ، وأفرد له كتابا سمّاه (حديث الولاية) ، وطرقه مائة وخمسون طريقا (٣). وغيرهما من العلماء والرواة (٤) ، كابن المغازلي فإنه ذكر اثني عشر طريقا بالخبر (٥) ، ولو لا خوف الإطالة لأوردنا الأخبار وأسماء الرجال وكلهم من الصحابة العشرة (٦) وغيرهم. فصار مما لا شك فيه ولا ارتياب ، ومما يدل أيضا على ظهور النص واشتهاره ما ذكره جماعة من أصحاب التواريخ والعلماء ؛ أن المأمون العباسي جمع أربعين رجلا من علماء السنة وناظرهم بعد أن بسطهم ووثقهم من الإنصاف ، وأثبت عليهم الحجة بأن علي
__________________
(١) هذه الواقعة (واقعة الغدير) تعتبر من أشهر الوقائع الاسلامية وقد سجلها المؤرخون في كتبهم ومن الصعب جدا إحصاء جميع تلك المصادر ولهذا نذكر اسماء بعضها : تفسير الرازي ٣ / ٦٣٦ ، تفسير ابن كثير ٢ / ١٤ ، تفسير النيسابوري ٦ / ١٩٤ ، تفسير السيوطي ٢ / ٢٥٩ ، تفسير الآلوسي ٢ / ٣٥٠ ، تفسير الطبري ٣ / ٤٢٨ ، سنن ابن ماجة ١ / ٢٨ ، سنن البيهقي ٢ / ١١٩ ، تاريخ بغداد ٨ / ٢٩٠ ، وغيرها من عشرات المصادر ، وللمزيد راجع الجزء الأول من الغدير للأميني ففيه ما يروي الغليل.
(٢) محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ ، المتوفى ٣١٠ ه ، له كتاب الولاية في طريق حديث الغدير رواه فيه بخمس وسبعين طريقا وقيل بخمسة وتسعين طريقا.
(٣) ابو العباس أحمد بن عقده ، المتوفى ٣٣٣ ه ، له كتاب الولاية في طرق حديث الغدير رواه فيه بمائة وخمس طرق وقيل بمائة وخمسين طريقا من الصحابة.
(٤) لمزيد من المعلومات عن المؤلفين في حديث الغدير من علماء السنة والشيعة ، أنظر المراجعات / ت / الشيخ حسين الراضي ١٩٣ ـ ١٩٦ ، حيث ذكر سبعة أسماء وعشرين مؤلفا.
(٥) مناقب الامام علي (ع) لابن المغازلي ١٦ ـ ٢٧.
(٦) حول رواة حديث الغدير من الصحابة والتابعين أنظر : المراجعات / ت / الشيخ حسين الراضي ١٩٦ ـ ٢٠٩.