هي بالبيعة ، فمن قال بالأول وثبت عنده النص قال بها لعلي عليهالسلام بعد النبي صلىاللهعليهوآله بلا فصل للنص ، ومن لم يقل قال بخلافة أبي بكر بالبيعة ، فإذا علم النص لا يمكن أن يقال : إن عليا عليهالسلام الخليفة الرابع ، فإنه لا قابل من الأمة به ، ولو قيل فهو غير محتمل ، على أنا بحسب عن ذلك بعد ما تقدم ، فإن الوجوه السابقة أكثرها بل كلها تصلح جوابا عن هذا. كما لا يخفى بأن عليا عليهالسلام مع الاتفاق على فضله وعلمه وايداع النبي عليهالسلام علومه ، وله بما ثبت من الأحاديث السابقة لا يخفى عليه مثل ذلك ، لو كان هو المراد قطعا ، ولو كان كذلك ، لما طلب لنفسه ذلك بعد النبي صلىاللهعليهوآله قبل بيعته لأبي بكر ولما احتج لنفسه على ما ذكره بحديث الغدير ، فإنه لما بويع لأبي بكر في سقيفة بني ساعدة (١) ، وأتى المسجد وطلبوا من علي عليهالسلام البيعة والدخول فيما دخل فيه أهل السقيفة من المهاجرين والأنصار فامتنع عليهالسلام ، واحتج عليهم بالحجج الواضحة ، والدالة بل الراجحة أنه الخليفة وأنه أولى بالأمر من غيره ، فقام بشير بن سعد الأنصاري سيد الأوس الذي وطأ الأمر لأبي بكر وقال : والله يا أبا الحسن لو أن هذا الكلام سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر لما اختلف عليه اثنان منهم ، ولسارعوا إلى مبايعتك ، فقال لهم عليهالسلام : يا هؤلاء ما كنت بالذي أخلي رسول الله صلىاللهعليهوآله مسجى لا أواريه وأخرج أنازع في سلطانه؟ وقد أوصاني وقال : يا أخي لا تفارقني حتى تؤتيني في رمسي (٢). وأيم الله ما كنت أظن أن أحدا
__________________
(١) حول حادث السقيفة والنزاع في داخلها للفوز بالخلافة وتجاهل (الصحابة) الحضور (النص) على الإمام أمير المؤمنين (ع) ، انظر : مروج الذهب ٢ / ٣٠٧ ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ١ / ١٩ ـ ٢٠ ، تاريخ الفداء ١ / ١٥٦ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٢١٩ ، تاريخ الخميس ٢ / ١٦٧ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٠.
(٢) حول اختصاص الامام أمير المؤمنين (ع) بوصية رسول الله (ص) وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه انظر : خصائص النسائي ١٢٧ الحديث ١٥٤ ، ابن الوردي ١ / ٢٠٩ ، طبقات ابن سعد ج ٢ ، ق ٢ / ٦١ ليدن ١٣٣٠ ه ، المستدرك للحاكم ١ / ٣٦٢ ، السيرة النبوية لابن هشام ٤ / ٢٢٩.