مائةٍ ، أو عشرةٍ ، أو واحدٍ ، فضلاً عن أن يكون إجماعاً ظاهراً كالصلاة.
فإن لم تجدوا إلّا العبارة التي في (الإقناع) منسوبة إلى الشيخ ، وهي : «من جعل بينه وبين الله وسائط ... إلى آخره».
فهذه عبارة مجملة ، ونطلب منكم تفصيلها من كلام أهل العلم ، لتزول عنّا الجهالة.
ولكن ، من أعجب العجب : أنّكم تستدلّون بها على خلاف كلام صاحبها ، وعلى خلاف كلام من أوردها ونقلها في كتبه ـ على خصوصيّات كلامهم في هذه الأشياء التي تكفّرون بها ـ.
بل ، ذكروا النذر والذبح ، وبعض الدعاء.
وبعضها عدّوه في المكروهات ، كالتبرّك والتمسّح ، وأخذ تراب القبور للتبرّك ، والطواف بها.
وقد ذكر العلماء في كتبهم ، منهم صاحب (الإقناع) (١) ـ واللفظ له ـ قال ـ : ويكره المبيت عند القبر ، وتجصيصه ، وتزويقه ، وتخليقه ، وتقبيله ، والطواف به ، وتبخيره ، وكتابة الرقاع إليه ، ودسّها في الأنقاب ، والاستشفاء بالتربة من الأسقام.
لأنّ ذلك كله من البدع ، انتهى.
وأنتم تكفّرون بهذه الامور.
فإذا قلتم : صاحب (الإقناع) وغيره من علماء الحنابلة كصاحب (الفروع) جُهّال لا يعرفون الضروريّات ، بل ، عندكم ـ على لازم مذهبكم ـ كفّار.
قلت : هؤلاء لم يحكوا من مذهب أنفسهم ، لا هُم ولا أجلّ منهم ، بل ، ينقلون
__________________
(١) الإقناع : ١ / ٩٢ ـ ١٩٣.