فنذرت ، ويقول الآخر : حُبسْت فنذرت.
وقد قام في نفوسهم من هذه النذور [أنّها] هي السبب في حصول مطلوبهم ، ودفع مرهوبهم.
وقد أخبر الصادق المصدوق صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ نذر طاعة الله ـ فضلاً عن معصيته ـ ليس سبباً للخير.
بل تجد كثيراً من الناس يقول : إنّ المشهد الفلانيّ ، والمكان الفلانيّ يقبل النذر ، بمعنى أنّهم نذروا له نذوراً ـ إن قضيت حاجتهم ـ فقضيت (١).
إلى أن قال (٢) : وما يُروى أنّ رجلاً جاء إلى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فشكا إليه الجَدْب عام الرمادة ، فرآه وهو يأمره أن يأتي عمر فيأمره أن يخرج يستسقي بالناس.
قال : مثل هذا يقع كثيراً لمن هو دون النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعرف من هذا وقائع.
وكذلك سؤال بعضهم للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو غيره من أمّته حاجته ، فتُقضى له.
فإنّ هذا وقع كثيراً.
ولكن عليك أن تعلم أنّ إجابة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أو غيره لهؤلاء السائلين لا يدلّ على استحباب السؤال.
وأكثر هؤلاء السائلين الملحّين ـ لمِا هم فيه من الحال ـ لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم ، كما أنّ السائلين له في الحياة كانوا كذلك (٣).
وقال رحمهالله أيضاً (٤) : حتّى أنّ بعض القبور يجتمع عندها في اليوم من السنة ، ويُسافَر إليها من الأمصار في المحرّم ، أو في صفرٍ ، أو عاشوراء ، أو غير ذلك ، تُقصد
__________________
(١) اقتضاء الصراط المستقيم : ٣٦٠.
(٢) المصدر السابق : ٣٧٣ ـ ٣٧٤.
(٣) المصدر السابق : ٣٧٣ ـ ٣٧٤.
(٤) المصدر السابق : ٣٧٥ ـ ٣٧٦.