الهاء التى هى لام الواوَ وبدلُ الواو من الهاء غيرُ بعيد لما قدّمنا من مُشابَهة بعض هذه الحروف لبعضٍ ويدلُّ على سَوْغ ذلك أنهما يَعْتَقِبانِ على الكلمة الواحدة كقولك عِضَة فانّ لامَه قد يُحْكم عليها أنها هاء لقولهم عِضَاه ويحكم عليها أنها واو لقولهم عِضَوات ويحتمل أن يكون أضاف الفَمَ مُبْدلا من عينها الميم للضرورة كقول الآخر وفى البحر فَمُه ثم أتى بالواو التى هى عين فالميمِ عوَض منه فجَمع بين البَدَل والمُبْدَل منه للضرورة لانا قد وجدنا هذا من الجَمْع فى مذاهبهم نحو قوله
إنِّى إذَا ما حَدَثٌ ألَمَّا |
|
دَعَوتُ ياللهُمَّ ياللهُمَّا |
فجمع بين حرف النداء وبين الميميْنِ اللتين هما عوض منه للضرورة وذلك يجوز أن يكونَ قد جَمَع بين الميم وبين ما هى عوض منه فيكون قد اجتمع فيه على هذا الوجه ضَرُورتان إحداهما إضافَتُه فَمًا بالميم وحكمه أن لا يضافَ بها وجمعه بين البدل والمُبْدَل منه* قال محمد بن يزيدَ قد لَحَّن كثير من الناس العَّجاجَ فى قوله
* خَالطَ من سَلْمَى خَياشِيمَ وفَا*
* قال* وليس هو عندى بلاحِنٍ لأنه حيث اضطرَّ أنَى به فى قافية لا يَلْحَقُه معها التنوينُ ومن كان يَرَى تنوين القوافِى كالعِتَابَنْ لم ير تنوين هذه فالقول فيه عندى ما قدَّمتُه من أنه أجراه فى الافراد مُجْراه فى الاضافة للضرورة فلا يصح تلحينُه ونحن نَجِد مَسَاغا الى تجويزه ونرى فى كلامهم نظيرَه من استعمالهم فى الشعر واجارتهم فيه ما لا يُجِيزون فى غيره ولا يَسْتعملونه مع غيره كابْدالِهم الياء من الباء فى أرانيها وفى ضَفَادِى جَمِّه فكذلك يَجُوز فيه استعمال الاسم على حرف واحد وان لم يَسُغ فى الكلام ولم يَجُز* ابن دريد* فَمٌ وأفْمامٌ* على* أفمامٌ ـ من باب ملامِحَ ومَشابِه وليس على واحده الا أن يكون على قوله
* يا لَيْتها قد خَرَجَتْ من فَمِّهِ*
وهذا انما هو على الضرورة* ابن دريد* وفاهٌ وفوهٌ وفِيهٌ وقد فَوِهَ الرجلُ فَوَها فهو أفْوَهُ ـ يعنى عَظُمَ فَمُه واتَّسَع* وقال* فاهَ بالكلمة يَفُوهُ