أصل
القوى ـ الّتي هي مبادىء الحركات ـ بعضها يقارن النطق والتخيّل ، وبعضها لا يقارن ذلك ، والأولى يصدر عنها الشيء وضدّه ، فلا تكون قوّة تامة ، وإنما تتم إذا اقترنتها إرادة جازمة تتوقف على علم بداع ، فيجب الفعل ، فالقدرة فيها عين القوّة والاستعداد.
ومن هنا قيل : الإنسان مضطرّ في صورة مختار ، وسيأتي تحقيق هذا.
أصل
الموجود : إمّا بالفعل من كلّ وجه ، فيمتنع عليه الخروج عما كان ، كالواجب الوجود.
وإما بالقوّة من كلّ جهة ، وهذا غير متصوّر في الوجود ، إلّا فيما كان له فعلية القوّة ، ومن شأنه أن يتقوّم بأي شيء كان ، كالمادّة الأولى.
وإما بالفعل من جهة ، وبالقوة من جهة ، فلا محالة تكون ذاته مركبة من شيئين ، بأحدهما بالفعل ، وبالآخر بالقوّة ، كأكثر الموجودات.