فيها من العجائب والمنافع. وأما المركبات فهي أربعة : الآثار العلوية والمعادن والنبات والحيوان. والإنسان داخل في الحيوان. والبحث عن الإنسان ، إما عن تشريح بدنه [لمعرفة] (١) ما أودع الله فيه من [الأسرار] (٢) والعجائب والغرائب. وإما عن تشريح القوى النفسانية وأحوالها العجيبة من أنواع إدراكاتها وأفعالها.
واعلم : أن هذا النوع من الدلائل أوقع في القلوب وأكثر تأثيرا في العقول ، وأبعد عن جهات الشبهات.
[والسبب فيه. وجوه :
الأول : إن في هذا النوع من الدلائل الحس والخيال معا ضدان العقل فتزول] (٣) الشبهات. والثاني : إنها كثيرة متعارضة بسبب الكثرة ، والتوالي يفيد القوة والجزم (٤) والثالث: إن هذه الأشياء إن كانت دلائل من بعض الوجوه ، فإنها منافع من وجه آخر. والإنسان مجبول على حب المنافع. فكان حبه لها ، وميل طبعه إليها يمنعه من إنكارها ، ومن إلقاء الشبهات فيها. والرابع : إنه لا ينفك في شيء من أحواله عن مشاهدة شيء فيها ، ومباشرة قسم من أقسامها. وكثرة الممارسة تفيد الملكة الراسخة.
وإذا عرفت هذه الوجوه المقتضية لرجحان هذه الطريقة على سائر الطرق. فنقول : لما كان الأمر كذلك ، كانت الكتب الإلهية مملوءة من هذا النوع من الدلائل. لا سيما القرآن العظيم. وكذلك فإنك متى أوردت أنواعا كثيرة من هذه الدلائل ، طابت القلوب ، وخضعت(٥) النفوس ، وأذعنت الأفكار ، للإقرار بوجود الإله الحكيم. ومن أراد الاستقصاء فيه. فكأنه لا يتم
__________________
(١) من (س).
(٢) من (س).
(٣) سقط (س).
(٤) والحرية (ت).
(٥) وصغيت (ت).