وإلقاء الأباطيل في الخواطر. وأمات الأنبياء والصلحاء ، وهم يسعون في تقرير الدلائل. ولا شك أن ذلك يوهم السعي في الإضلال.
الثالث : إن الشبهات الكثيرة : موجودة في العالم. فإنا رأينا حدوث الحوادث ، عقيب أحوال الكواكب ، وعقيب امتزاجات الطبائع ، ودوران الشيء مع الشيء يوهم العلية. بدليل : أن الأطباء إنما عرفوا طبائع الأدوية بهذا الطريق. فثبت : أن هذه الأحوال توهم أن تدبير العالم متعلق بأحوال هذه الكواكب. ثم إنه تعالى خلق هذا الشيء مع كونه سببا للشبهة.
الرابع : إنا نشاهد العالم مملوءا من الآلام والأسقام ، والآفات والمخافات. ثم إن المبتلي بهذه الأحوال قد يبالغ في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى ، فلا يجاب ولا يلتفت إليه. وذلك يوهم الشبهات.
الخامس : إنه قد يتفق في بعض الأوقات أن يكون الرجل المواظب على الطاعات والعبادات ، يقع في أنواع من البلاء والعناء [والرجل (١)] المواظب على الفسق والكفر قد يحصل له في الدنيا أنواعا من الراحات والطيبات. وذلك يوجب الشبهة.
فيثبت بما ذكرنا : أن مع القول بوجوب حكمة الله تعالى ، ومع القول بجريان تحسين العقل وتقبيحه في أحكام الله تعالى ، لا يجب على الله تعالى الاحتراز عما يوهم الباطل [وبالله التوفيق (٢)].
__________________
(١) من (ل) ، (طا).
(٢) من (ل) ، (طا).