الْمَفَرُّ (١٠) كَلاَّ لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (١٥)) [٧ ـ ١٥]
(١) برق البصر : زاغ من الفزع أو اتسعت حدقتاه منه.
(٢) وزر : ملجأ أو معصم.
(٣) بل الإنسان على نفسه بصيرة : قيل إن معنى الآيتين هو أن جوارح الإنسان شهيدة عليه مهما أنكر وحاجّ ، وقيل إن معناهما هو أن الإنسان يعلم في نفسه ماهية أفعاله مهما أنكر وحاجّ ، وقيل هما بمعنى أن الإنسان أدرى بنفسه ولذلك يكون ما يلقاه على عمله جزاء حقّا لأنه عمله باختياره ، وقيل هما بمعنى (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (١٤)) (١) وجميع الأقوال وجيهة والمقصد في الآيتين واضح.
(٤) معاذيره : أعذاره وحججه.
الآيات استمرار للسياق السابق كما هو ظاهر. وقد هدفت إلى توكيد قيام القيامة وإنذار السامعين وتكذيب المكذبين. فيوم القيامة آت لا ريب فيه. وستزوغ من هوله الأبصار ويخسف القمر ويجتمع أو يصطدم الشمس والقمر. ويتساءل الناس وهم مأخوذون فزعون عما إذا كان من مجال لفرار فيجابون أن لا ملجأ من الله ولا معصم. ويحاسب الناس على جميع ما عملوه في الدنيا وهم يعرفون ما عملوه لأن جوارحهم شاهدة عليه ، ولن ينفعهم ما قد يبدونه من حجج وأعذار.
والآيتان الأخيرتان مفحمتان ملزمتان وقد احتوتا تلقينا جليلا أو وسيلة تربوية نفسية فالأعذار والحجج لن تغني عن الناس شيئا ، لأن للإنسان على نفسه بصيرة وشاهدا.
__________________
(١) انظر تفسيرها في تفسير الطبري وابن كثير والبغوي والطبرسي والزمخشري.