الهيئة وجوه :
الأوّل : أنّ مفاد هيئة «أكرم» في المثال عبارة عن البعث والتحريك الاعتباري ، وهو بلحاظ كونه من المعاني الحرفيّة واندكاكه في متعلّقه من حيث احتياجه إلى الباعث والمبعوث والمبعوث إليه وعدم استقلاله بالمفهوميّة ، فلا يكون قابلا للتوجّه واللحاظ الاستقلالي ، وإن لاحظناه استقلالا يخرج من حقيقة المعنى الحرفي كخروج الابتداء والظرفيّة باللحاظ الاستقلالي منها ، مع أنّ التقييد يحتاج إلى لحاظ المقيّد استقلالا ، وهو منتف في المعاني الحرفيّة ، ولذا لا يعقل رجوع القيد إلى الهيئة.
وجوابه : سلّمنا أنّ المعاني الحرفيّة غير مستقلّة بالمفهوميّة ، وقد مرّ ذكرنا أنّ وجودها في مراتب الوجود أضعف من وجود العرض ؛ لاحتياجها إلى الشيئين واحتياج العرض إلى المعروض فقط ، ولكن توقّف التقييد على اللحاظ الاستقلالي أو عدمه يحتاج إلى التحقيق ، وهو يتوقّف على مقدّمة ، وهي : أنّ القيود في القضايا والجمل هل ترتبط بعالم اللفظ وتشكيل الجمل أم حاكية عن الأمر المتحقّق الواقع في الخارج؟ لا شكّ في أنّ قيد يوم الجمعة في قولنا : «ضرب زيد عمرا يوم الجمعة» حاكية عن وقوع الضرب في هذا الزمان ، كما أنّ مادّة الضرب حاكية عن واقعيّة وهيئته عن تحقّقه في ما مضى ، فكذا حكاية زيد وعمرو عن الواقعيّتين الخارجيّتين ، فتكون الجملة الخبريّة مرآتا لما يقع في الخارج.
وإذا لاحظنا الواقعيّة الخارجيّة بعد الدقّة والتحقيق فنرى أنّ يوم الجمعة قيد للمعنى الحرفي ، وهو عبارة عن وقوع الضرب من زيد على عمرو ، وهو يتوقّف على ثلاثة امور : وهي الضرب والضارب والمضروب ، مع أنّ المتكلّم