الأسماء ، وإنما هي حروف مقطّعة.
وقرأ قوله تعالى (الم (١) اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران] بفتح الميم ، لأنّها لقيها حرف ساكن ، فلم يكن من حركتها بدّ. فان قيل : «فهلّا» حرّكه بالجر»؟ فان هذا لا يلزم فيها ، وإنما أرادوا الحركة ، فإذا حرّكوها بأي حركة كانت ، فقد وصلوا الى الكلام بها ، ولو كانت كسرت لجاز ، ولا أعلمها إلّا لغة (١).
وقال بعضهم : «فتحوا الحروف التي للهجاء ، إذا لقيها الساكن ليفصلوا بينها وبين غيرها. وقالوا : «من الرجل» ففتحوا لاجتماع الساكنين. ويقولون «هل الرجل» و «بل الرجل» وليس بين هذين وبين «ومن الرجل» فرق ، إلّا أنّهم قد فتحوا «من الرجل» لئلّا تجتمع كسرتان ، وكسروا (إِذِ الظَّالِمُونَ) [الأنعام : ٩٣]. وقد اجتمعت كسرتان لأنّ «من» أكثر استعمالا في كلامهم من «إذ» ، فأدخلوها الفتح ليخفّ عليهم. وإن شئت قلت : «ألم» حروف منفصل بعضها من بعض ، لأنّه ليس فيها حرف عطف ، وهي أيضا منفصلة ممّا بعدها ، فالأصل فيه أن تقول (ألم الله) فتقطع ألف (اللهُ) (٢) إذا كان ما قبله منفصلا منه كما قلت «واحد ، اثنان» فقطعت. وكما قرأ القراء (ن وَالْقَلَمِ) [القلم : ١] فبيّنوا النون لأنّها منفصلة (٣). ولو كانت غير منفصلة لم تبين إلّا أن يلقاها أحد الحروف الستة. ألا ترى أنّك تقول «خذه من زيد» و «خذه من عمرو» فتبيّن
__________________
(١). نسبت في الشواذ ١٩ إلى عمرو بن عبيد وفي البحر ٢ : ٣٧٤ إلى ابن حياة ، وروي أن ابن عطية نسبها إلى الرواسي ، وأنّ الزمخشري نسبها إلى عمرو بن عبيد. وقد أنكر أبو إسحاق الزّجّاج هذا الرأي على الأخفش ، وقال «الذي حكاه الأخفش من كسر الميم خطأ لا يجوز ولا تقوله العرب لثقله» (اعراب القرآن ١ : ١٤٣) ونقل القرطبي رأي الأخفش في الجامع (٤ : ١)
(٢). هي قراءة الحسن وعمرو بن عبيد وعاصم بن أبي النجود وأبي جعفر الرواسي (إعراب القرآن ١ : ١٤٣) وقال ابن مجاهد إنّها قراءة عاصم (السبعة ٢٠٠)
(٣). في معاني القرآن ٣ : ١٧٢ قرأ الإخفاء ، ولم ينسبها قراءة البيان إلى الأعمش وحمزة (٣ : ١٧٢) ، وفي الطبري ٢٩ : ١٦ أنّ الكسائي كان يدغم النون الاخرة في (نون) و (يس) أو يخفيها بناء على الاتصال ، ونسب إظهار النون فيهما إلى قرّاء الكوفة. وفي السبعة ٦٤٦ ، أنّ إخفاء النون إلى عاصم والكسائي ، وتبيينها إلى عاصم في رواية ، وإلى ابن كثير ونافع وابن عامر وأبي عمرو وحمزة ، وفي الجامع ١٨ : ٢٢٣ أنّ الإدغام إلى أبي بكر والمفضّل وهبيرة وورش وابن محيصن وابن عامر والكسائي ويعقوب. أمّا في البحر ٨ : ٣٠٧ فإدغام النّون وإسكانها إلى الجمهور وإظهار النون إلى حمزة وأبي عمرو وابن كثير وقالون وحفص.