الساكنين. ومنهم من قرأ (يخطف) (١) على «خطف يخطف» وهي الجيدة (٢) ، وهما لغتان. وقال بعضهم (يخطّف) (٣) وهو قول يونس من «يختطف» ، فأدغم التاء في الطاء ، لأنّ مخرجها قريب من مخرج الطاء. وقال بعضهم (يخطّف) فحوّل الفتحة على الذي كان قبلها (٤) ، والذي كسر ، كسر لاجتماع الساكنين ، فقال (يخطّف) (٥) ومنهم من قال (يخطّف) (٦) كسر الخاء لاجتماع الساكنين ثم كسر الياء ، أتبع الكسرة وهي قبلها وذلك في كلام العرب كثير ، فهم يتبعون الكسرة في هذا الباب الكسرة ، يقولون «قتلوا» و «فتحوا» يريدون : «اقتلوا» و «افتحوا» (٧). وقال ابو النجم (٨) [من الرجز وهو الشاهد التاسع والعشرون] :
تدافع الشّيب ولم تقتّل (٩)
وسمعناه من العرب مكسورا كلّه ، فهذا مثل «يخطف» إذا كسرت ياؤها (لكسرة خائها) وهي بعدها فأتبع الاخر الاول.
وقوله تعالى (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) [الآية ٢٠] فمنهم ، من يدغم
__________________
(١). في السبعة ١٤٦ هي اتفاق ، وحجّة الفارسي ٢٩٤ كذلك.
(٢). في الصحاح «خطف» بعبارة مقاربة ، وفي الجامع ١ : ٢٢٢ كذلك.
(٣). في معاني القرآن ١ : ١٨ ، والجامع ١ : ٢٢٢ بلا نسبة.
(٤). في معاني القرآن ١ : ١٨ بلا نسبة ، وفي الشواذ ٣ إلى الأعمش ، وفي البحر ١ : ٩٠ إلى الحسن والجحدري وابن أبي إسحاق ، وفي الجامع ١ : ٢٢٢ إلى الحسن وحده ، وفي اللسان (خطف) اليه ايضا.
(٥). وفي الشواذ ٣ بلا نسبة ، وفي الجامع ١ : ٢٢٢ إلى الحسن أيضا وقتادة وعاصم الجحدري وأبي رجاء العطاردي ، وفي البحر ١ : ٩٠ كذلك.
(٦). في معاني القرآن ١ : ١٧ بلا نسبة ، وفي الشواذ ٣ إلى الأعمش ، وفي المحتسب ٥٩ بلا نسبة ، وفي الجامع ١ : ٢٢٢ بلا نسبة ، وفي البحر ١ : ٩٠ إلى الحسن والأعمش ، وفي إعراب القرآن ١ : ٢٥ بلا نسبة. وفي اللسان «خطف» إلى الحسن.
(٧). قياسا على الشاهد الشعري اللاحق يبدو أنّ هذه لغة عجلية أو نجديّة كما يوحي هامش ٣ / ه ٨٢٠ من الكامل للمبرّد.
(٨). هو أبو النجم الفضل بن قدامة العجلي. طبقات الشعراء ٢ : ٧٣٧ ، الشعر والشعراء ٦٠٣ ، ومعجم المرزباني ١٨٠ ، والكامل للمبرّد ٣ : ٨١٩ ، والأغاني (بولاق) ٩ : ٧٧.
(٩). في اللسان (فلل) ب «تدافع الشيب ولم تقتل» وفي «فلن» تدافع الشّيب ولم تقتّل. وفي المقاصد النحوية ٤ : ٢٢٨ بلا شكل. والخزانة ١ : ٤٠١ كذلك.