٢٠٠] (١) ، تقطع لأن الياء مضمومة ، لأنك تقول : «يؤتي». وقال (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) [البقرة : ٨٣] (٢) و (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) [النحل : ٩٠] لأنك تقول : «يؤتي» ، و «يحسن». وقوله : (وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) [يوسف : ٥٤] (٣) ، و (وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) (٧٩) [يونس] (٤) ، فهذه موصولة لأنك تقول : «يأتي» ، فالياء مفتوحة ، إنما الهمزة التي في قوله : (وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ) همزة كانت من الأصل في موضع الفاء من الفعل ، ألا ترى أنها ثابتة في «أتيت» وفي «أتى» لا تسقط. وسنفسر لك الهمز في موضعه إن شاء الله. وقوله : (آتنا) يكون من «آتى» و «آتاه الله» ، كما تقول : «ذهب» و «أذهبه الله ويكون على أعطنا». وقال : (فَآتِهِمْ عَذاباً) [الأعراف : ٣٨] على «فعل وأفعله» غيره.
وأما قوله تعالى : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (١) (الْحَمْدُ) فوصلت هذه الأسماء التي في أوائلها الألف واللام حتى ذهبت الألف في اللفظ. وذلك لأن كل اسم في أوله ألف ولام زائدتان ، فالألف تذهب إذا اتصلت بكلام قبلها. وإذا استأنفتها كانت مفتوحة أبدا ، لتفرق بينها وبين الألف التي تزاد مع غير اللام ، ولأن الألف واللام هما حرف واحد ك «قد» ، و «بل». وإنما تعرف زيادتهما بأن تروم ألفا ولا ما أخريين تدخلهما عليهما. فإن لم تصل إلى ذلك عرفت أنهما زائدتان. ألا ترى أن قولك : «الحمد لله» وقولك : «العالمين» وقولك «التي» و «الذي» و «الله» لا تستطيع أن تدخل عليهنّ ألفا ولا ما أخريين؟ فهذا يدل على زيادتهما ، فكلما اتصلتا بما قبلهما ذهبت الألف ، إلا أن توصل بألف الاستفهام فتترك مخففة ، (و) لا يخفف فيها الهمزة إلا ناس من العرب قليل ، وهو قوله (آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) [يونس : ٥٩] وقوله : (آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) (٥٩) [النمل] وقوله (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ) [يونس : ٩١].
__________________
(١). سورة البقرة ، آية : ٢٠٠ و ٢٠١ وسورة الكهف ، آية : ١٠.
(٢). وسورة النساء ، آية ٣٦ ، وسورة الأنعام ، آية : ١٥١. وسورة الإسراء ، آية : ٢٣.
(٣). وجاءت الهمزة مكتوبة ياء.
(٤). وجاءت الهمزة مكتوبة ياء.