القسم الأوّل
أمّا القسم الأوّل : فاعتباره في الجملة لا إشكال فيه ولا خلاف ، لأنّ المفروض كون تلك الامور معتبرة عند أهل اللسان في محاوراتهم المقصود بها التفهيم ، ومن المعلوم بديهة
______________________________________________________
مثلا يقال : الصعيد في الآية المباركة ، ظاهر : في مطلق وجه الارض ، وقد اراد القرآن الحكيم من الصعيد : هذا الظاهر. امّا الأوّل : ظهوره في مطلق وجه الارض ، فللانصراف. وامّا الثاني : اراد القرآن هذا الظاهر ، فلاصالة عدم القرينة ، بعد عدم اعتماد الحكيم في فهم مراده على ما لا يظهر للمخاطب ، لانّه قبيح عقلا.
القسم الأول
(امّا القسم الأوّل) وهي الأمارات المعمولة لتشخيص المراد ـ وقد تقدّم انّها راجعة إلى اصالة عدم القرينة(فاعتباره في الجملة).
وانّما قال في الجملة ، لأنّه يأتي بعض الخلاف فيه لكن في الجملة(لا اشكال فيه ولا خلاف) فانّ الاصوليين والفقهاء اجمعوا على حجيّة الظواهر ، وانّما اجمعوا على ذلك (لانّ المفروض كون تلك الامور) الّتي تنتهي إلى اصالة عدم القرينة(معتبرة عند اهل اللسان) فانّهم مجمعون على الاعتماد على اصالة عدم القرينة ، سواء المتكلّم او المخاطب ، او الّذي يسمع كلامهما ، فيما لم يكن بينهما تباين على الخلاف (في محاوراتهم المقصود بها التفهيم) والتّفهم ، حتّى انّ احدهم لو حاد عن ذلك اشكلوا عليه ، فاذا تكلّم شيئا ، ثمّ قال : لم ارد ظاهره ، او سمع شيئا ، ثمّ قال : لم افهم منه ظاهره ، كان مورد تقبيح العقلاء وعقاب الموالي.
(ومن المعلوم بديهة) بالاضافة إلى قوله سبحانه : (ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ)