الثالث :
______________________________________________________
تعالى : (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)(١) الّذي هو العامّ؟ أو جائز تمسّكا باستصحاب الخيار المخصّص لذلك العامّ؟ وتفصيل الكلام في موضعه.
لكنّك قد عرفت انّ هذا المبحث اقرب إلى كونه علميّا من كونه عمليّا.
التنبيه (الثالث :) ونقدّم لهذا التنبيه مقدّمة ، وهي : انّ القرآن الحكيم ، كما نستظهره من الأدلّة ، ومن الحسّ ، لم ينقص منه حرف ، ولم يزد عليه حرف ، ولم يغيّر منه حتّى فتح ، أو كسر ، أو تشديد ، أو تخفيف ، ولا فيه تقديم ولا تأخير ، بالنسبة إلى ما رتّبه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وان كان فيه تقديم وتأخير حسب النزول ، فانّ القرآن الّذي هو بأيدي المسلمين اليوم هو نفسه القرآن الّذي كان في زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقد عيّن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بنفسه ، مواضع الآيات والسور ، حسب الّذي نجده الآن ، وهناك روايات تدلّ على ذلك : فقد روي متواترا ، انّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال ، «من ختم القرآن كان له كذا» (٢) فلو لم يكن القرآن مجموعا كاملا في زمانه ، لم يكن معنى لختمه ، كما أن القرآن كان مكتوبا في زمانه بكامله ، وموضوعا في مسجده عند منبره ، يستنسخه من أراد ، هذا وكان الآلاف من المسلمين قد حفظوا القرآن كلّه ـ كما في التواريخ (٣).
وهكذا بقي القرآن الّذي كان في زمان الرسول إلى اليوم غضا سالما على ما كان عليه من الترتيب والتنظيم.
وامّا مسألة قرآن عليّ عليهالسلام ـ الّذي جاء به فلم يقبلوه منه ـ فانّما يراد به ما فيه
__________________
(١) ـ سورة المائدة : الآية ١.
(٢) ـ اصول الكافي : ج ٢ ص ٦٠٤ ح ٥.
(٣) ـ للمزيد راجع كتاب متى جمع القرآن ، للشارح.