ثمّ إنّه ربما يستدلّ على أصالة حرمة العمل بالظنّ بالآيات الناهية عن العمل بالظنّ ،
______________________________________________________
ومن يخرج من بيته للعمل ، او يذهب ابنه إلى المدرسة ، او ما اشبه ، هل يعلم بانه لا يصطدم بالسيارات العابرة؟ وهل يضمن عودة ابنه سالما؟.
ومن يسكن المناطق ، التي تحدث فيها الزلازل هل يأمن على نفسه من الزلزلة المدمّرة له؟.
ومن يرسل زوجته ، او بنته او اخته إلى السوق ، او المدرسة ، او بيوت الارحام ، او ما اشبه هل يأمن عليها عدم الاختطاف؟.
إلى غير ذلك ممّا يجده الانسان من شئون العرف في اكتفائهم بالظنّ ، والشرع ، حيث لم يحدث طريقا جديدا ، كان معناه الاكتفاء بالظنّ ، وعدم لزوم العلم.
لكن هذا القول ضعيف لأن الشارع منع عن العمل بالظنّ ، وقد ألمعنا إلى ذلك في «الاصول».
(ثم انه ربّما يستدلّ على اصالة حرمة العمل بالظنّ ، بالآيات الناهية عن العمل بالظنّ) مثل قوله سبحانه :
(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)(١).
وقوله تعالى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)(٢).
وقول سبحانه : (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا ، وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ)(٣) إلى غيرها
__________________
(١) ـ سورة الاسراء : الآية ٣٦.
(٢) ـ سورة النجم : الآية ٢٨.
(٣) ـ سورة الجاثية : الآية ٣٢.