«عليك بزكريا بن آدم المأمون على الدّين والدّنيا».
وقوله عليهالسلام : لمّا قال له عبد العزيز بن المهدي : «ربّما أحتاج ولست ألقاك في كلّ وقت ، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة اخذ عنه معالم ديني قال : نعم».
وظاهر هذه الرّواية أنّ قبول قول الثقة كان أمرا مفروغا عنه عند الرّاوي.
______________________________________________________
ولا سالك البحر ، أو الفضاء ، إذا كان في كل منها معالم للطريق ، كذلك لا يضل السالك في طريق الحياة إذا سار بارشاد من كان قوله حجّة ، فانّ الامام عليهالسلام قال له : (عليك بزكريا بن آدم ، المأمون على الدّين والدّنيا) (١) فما يروي في الامور الدينية ، وكذا ما يروي في الامور الدنيوية كلاهما حجّة.
والامور الدينية : كوجوب صلاة الجمعة ، أو حرمة النبيذ ، أو استحباب السواك ، أو كراهة الأكل على الشبع ، أو ما أشبهها.
والامور الدنيوية : كذكر خواصّ المآكل والمشارب ، والملابس والمناكح ، والمساكن ، والمراكب ، وغير ذلك ممّا كثير في الرّوايات.
(وقوله عليهالسلام لمّا قال له عبد العزيز بن المهدي : ربّما أحتاج) الى معرفة حكم من الأحكام الشرعيّة ، (ولست ألقاك في كلّ وقت أفيونس بن عبد الرّحمن ثقة آخذ عنه معالم ديني؟ قال : نعم) (٢) ممّا يدل على حجّية قول الثقة.
(وظاهر هذه الرّواية : انّ) الكبرى الكلية أي : (قبول قول الثقة كان أمرا مفروغا عنه عند الرّاوي) وهو عبد العزيز ، كما كان مفروغا عنه عند الامام عليهالسلام
__________________
(١) ـ رجال الكشي : ص ٥٩٥ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٥١ ب ٢٩ ح ٦٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٤٦ ب ١١ ح ٣٣٤٤٢ ، الاختصاص : ص ٨٧ ..
(٢) ـ بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٥١ ب ٢٩ ح ٦٧ ، رجال الكشّي : ص ٤٩٠ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٤٧ ب ١١ ح ٣٣٤٤٨.