وهذه حكاية عجيبة لا بد من توجيهها كما لا يخفى على من اطّلع على طريقة المولى المشار اليه ، ومسلكه في الفقه ، فراجع.
والانصاف : أنه لم يحصل في المسألة يدعي فيها الاجماع من الاجماعات المنقولة والشهرة القطعية والأمارات الكثيرة الدّالّة على العمل ما حصل في هذه المسألة ، فالشاك في تحقق الاجماع في هذه المسألة ، لا أراه يحصل له الاجماع في مسألة من المسائل الفقهية ،
______________________________________________________
(وهذه) أي : هذه النسبة من السيّد إلى التستري : بأنه لا يعمل بالاخبار (حكاية عجيبة) لوضوح : إنّ التستري كان يعمل في الفقه ، بأخبار الآحاد ف (لا بد من توجيهها) بأن يقال : انّه لم يعمل بكل الاخبار ، الّتي يعمل بها المشهور من الفقهاء ، وانّما كان يعمل ببعضها ـ مثلا ـ أو كان اجتهاده سابقا هو : عدم العمل كالسيد المرتضى ، ثم رجع إلى العمل ، أو غير ذلك.
(كما لا يخفى على من اطّلع على طريقة المولى) التستري (المشار اليه ومسلكه) في العمل بالاخبار (في الفقه ، فراجع) حال الشيخ التستري حتى تعرف صحّة ما ذكرناه : من أنه كان يعمل بأخبار الآحاد.
(والانصاف : انّه لم يحصل في المسألة) من المسائل الّتي (يدعي فيها الاجماع) ولم يتفق (من الاجماعات المنقولة ، والشهرة القطعية ، والأمارات) المؤيدة (الكثيرة ، الدّالّة على العمل) بمثل (ما حصل في هذه المسألة) أي : في مسألة حجّيّة الخبر الواحد.
وعليه : (فالشاك في تحقق الاجماع في هذه المسألة ، لا أراه يحصل له الاجماع في مسألة من المسائل الفقهية) لأنّ كلّ مسألة ادعي فيها الاجماع ، كان الاجماع في تلك المسألة أضعف من الاجماع في هذه المسألة الّتي نحن بصددها.