الثّالث :
ما حكاه الأستاذ عن أستاذه عن السّيّد الطّباطبائي قدسسرهما ، من أنّه لا ريب في وجود واجبات ومحرّمات كثيرة بين المشتبهات ، ومقتضى ذلك وجوب الاحتياط بالإتيان بكلّ ما يحتمل الوجوب ولو موهوما ، وترك ما يحتمل الحرمة كذلك.
______________________________________________________
وحينئذ : فليس هذا الدّليل الثّاني لحجّيّة مطلق الظّنّ ، دليلا في قبال الانسداد.
وإن شئت قلت : إن تمّت مقدّمات الانسداد في هذا الدّليل الثّاني ـ لانّ هذا الدّليل الثّاني ذكر بعض مقدّمات الانسداد لا كلّها ـ فإذا انضم إلى هذا البعض سائر المقدّمات ، فليس هذا الدّليل الثّاني دليلا جديدا في قبال دليل الانسداد ، وإن لم تتمّ مقدّمات الانسداد ، فهذا الدّليل باطل في نفسه.
(الثّالث) من أدلّة حجّيّة الظّنّ مطلقا ، (ما حكاه الاستاذ) وهو شريف العلماء قدسسره (عن أستاذه : السّيّد الطّباطبائي) بحر العلوم (قدسسرهما من : انّه لا ريب في وجوب واجبات ومحرّمات كثيرة بين المشتبهات) فإنّ جملة من الأحكام نعلمها واجبات أو محرّمات ، وجملة من الأحكام لا نعلمها ، فهي مشتبهات كالدّعاء عند رؤية الهلال ـ مثلا ـ وجوبا ، وشرب التّتن ـ مثلا ـ تحريما.
(ومقتضى ذلك) العلم الاجمالي بوجود واجبات ومحرّمات كثيرة بين المشتبهات (وجوب الاحتياط بالإتيان بكلّ ما يحتمل الوجوب ولو موهوما ، وترك ما يحتمل الحرمة كذلك) أي : ولو موهوما ، وذلك لأنّ العلم الاجمالي يقتضي الاتيان بجميع الأطراف ، سواء كانت الأطراف متساوية ، أو الأطراف بين راجح ومرجوح ، فإذا علم الانسان بوجود إناء محرّم بين عشرة أواني ، فاللّازم أنّ يجتنب عن الكلّ ، سواء الكلّ في شكّه متساويا ، أو كان الحرام في الأحمر ـ مثلا ـ