ونحوها صحيحة جميل بن درّاج عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وزاد فيها : «إنّ على كل حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه».
______________________________________________________
توقف فلم يشرب التتن ـ مثلا ـ فانّه لا محذور فيه عليه.
وقوله : «خير» في الحديث ليس بمعنى «أفضل» ، بل مثل قوله سبحانه وتعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى * ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (١) وقوله تعالى : (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٢).
(ونحوها) أي : نحو مقبولة عمر بن حنظلة (صحيحة جميل بن درّاج عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وزاد فيها) بعد قوله : «انّ الوقوف عند الشبهات خير ...» (: ان على كلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه) (٣).
أقول : الحقّ والصواب عبارة عن شيء واحد ، ولعل الفرق بينهما : ان الحقيقة في الأخبار هو الصواب في الانشاء ، فاذا قال : الانبياء معصومون ، كان حقا ، لأنّ هذا الكلام له حقيقة أيّ واقع في الخارج ، واذا قال «صل» ، كان صوابا ، لأنّه يقرّب الانسان الى الله تعالى ، وان لم يكن أمرا خارجيا حتى يكون له حقيقة أو لا يكون له حقيقة.
وحيث إنّ الحقائق فطريّة يعرف الانسان الحق بما يعرفه من حقيقته ، فيعرف ـ مثلا ـ ان محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول الله ، للعلائم التي تدلّ على حقيقته صلىاللهعليهوآلهوسلم ،
__________________
(١) ـ سورة القيامة : الآيات ٣٤ ـ ٣٥.
(٢) ـ سورة فصّلت : الآية ٤٠.
(٣) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٩ ح ١ وج ٢ ص ٥٤ ح ٤ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٩ ب ٩ ح ٣٣٣٦٨.