وفي روايات الزهريّ والسكونيّ وعبد الأعلى : «الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه».
______________________________________________________
بينما ليس لمسيلمة الكذاب حقيقة ، ولذا يعرف الانسان انّه ليس بحق وانّه كاذب في ادعائه.
«والنور» : عبارة عن المظهر للأشياء ماديا أو معنويا ، «والصواب» يظهره نور معنوي يلقى في قلب الانسان بسبب سماعه للصواب ، أو رؤيته له أو ما أشبه ذلك.
كما إنّ الظاهر من قول الإمام عليهالسلام في آخر الخبر : «فما وافق كتاب الله فخذوه ...» انّه من باب بيان بعض الصغريات ، لوضوح : انّ موافق الكتاب حقّ وصواب ، والكتاب حقيقته ونوره هو المائز بين الحق والباطل ، وأما ما خالف الكتاب فلا حقيقة له ولا نور.
(وفي روايات الزهريّ ، والسكوني ، وعبد الأعلى) قال عليهالسلام : (الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه) بمعنى : انّك لم تروه بطريق معتبر (خير من روايتك حديثا لم تحصه) (١) وقوله عليهالسلام : «وتركك ...» لعلّه أيضا من صغريات ما ذكره على نحو الكبرى الكلّية في قوله : «الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة» ومعنى تتمة الحديث : انّ ترك رواية غير معتبرة أفضل من نقل أحاديث لا تحصى ، يريد الانسان بها الاكثار من الحديث ،
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٥٠ ح ٩ ، المحاسن : ص ٢١٥ ح ١٠٢ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٥٥ ب ١٢ ح ٣٣٤٦٥ وص ١٧١ ب ١٢ ح ٣٣٥٢٠.