كما يظهر من قوله عليهالسلام ، في رواية زرارة : «لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا» ، والتوقف في هذه المقامات واجب.
______________________________________________________
كان اقتحاما في الهلكة.
ويظهر الأوّل وهو الاعتماد على الاستنباطات الظنية غير الحجّة من جملة من الروايات ، منها : قول أمير المؤمنين عليهالسلام في مقام ذم أهل البدع وأتباعهم الذين لا يعتمدون على الكتاب والسنّة ، ولا على أئمة الهدى عليهمالسلام حيث قال : «لا يقتفون أثر نبيّ ، ولا يقتدون بعمل وصي ، يعملون في الشبهات ، ويسيرون في الشهوات ، المعروف منهم ما عرّفوا ، والمنكر عندهم ما انكروا ، ومفرّهم في المعضلات الى أنفسهم ، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم ...» (١) ، الى آخر الحديث.
و (كما يظهر) الثاني وهو الاعتماد في الاعتقاديات على الظنون والشبهات (من قوله عليهالسلام ، في رواية زرارة : لو أنّ العباد اذا جهلوا) شيئا من المعتقدات الاصولية ولم يعرفوا طريق الحق فيها (وقفوا ولم يجحدوا) ذلك الشيء الذي لم يعرفوه من صفات الله تعالى ورسوله والائمة الطاهرين عليهمالسلام (لم يكفروا) (٢) لأنّ الكفر انّما يأتي من الجحود والانكار لأصول الدين.
(و) من المعلوم : انّ (التوقف في هذه المقامات) التي ذكرناها في القسم الثاني من أخبار الاحتياط التي تمسك بها الأخباريون (واجب) عقلا وشرعا ، فانّه
__________________
(١) ـ الكافي (روضة) : ج ٨ ص ٦٤ ح ٢٢ (بالمعنى) ، نهج البلاغة : كتاب ٨٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٠ ب ١٢ ح ٣٣٤٨٣.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٨٨ ح ١٩ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٥٨ ب ١٢ ح ٣٣٤٧٤ ، المحاسن : ص ٢١٦ ح ١٠٣.