وبعضها ظاهر في الاستحباب ، مثل قوله عليهالسلام : «أورع النّاس من وقف عند الشبهة» ، وقول أمير المؤمنين عليهالسلام : «من ترك ما اشتبه عليه من الاثم فهو لما استبان له أترك والمعاصي حمى الله ،
______________________________________________________
لا يجوز للانسان الاعتماد على الظنون المجردة عن الدليل في الفروع ، ولا على الأدلة الظنية في الاعتقاديات.
وأشار الى القسم الثالث وجوابه بقوله : (وبعضها ظاهر في الاستحباب) فلا يدل على وجوب الاحتياط الذي يقول به الأخباريون (مثل قوله عليهالسلام : أورع الناس من وقف عند الشبهة) (١) فانّ الأورعيّة مستحبة وليست بواجبة ، وانّما الواجب هو الورع والتجنب عن المحرمات.
(وقول أمير المؤمنين عليهالسلام : من ترك ما اشتبه عليه من الاثم ، فهو لما استبان له أترك) فانّ من يترك المشتبه يترك المستبين من الحرام قطعا ، وهذا مثل أن يقول عليهالسلام من يأتي بالمستحبات يأتي بالواجبات بطريق أولى ، ومن يترك المكروهات يترك المحرمات بطريق أولى ، والى هذا المعنى يشير ما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من انّه قال : «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه» (٢) ، أي : فكيف به وهو يخافه فانّه لا يعصيه بطريق أولى؟.
ثمّ قال أمير المؤمنين عليهالسلام : (والمعاصي حمى الله) والحمى : هو المكان الذي يحميه ملك أو رئيس أو نحوهما ، ويمنعون دخول الناس فيه ، والاقتراب منه ،
__________________
(١) ـ الخصال : ج ١ ص ١٦ ح ٥٦ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٥ ب ١٢ ح ٣٣٥٠١ وص ١٦٢ ب ١٢ ح ٣٣٤٩٢.
(٢) ـ السيوطي : ج ٢ ص ١٦٤ باب لو ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٢ ص ١٥١.