الطرق المنصوبة ، أو كانت الشبهة من العقائد ، أو الغوامض التي لم يرد من الشرع التديّن به بغير علم وبصيرة ، بل نهى عن ذلك بقوله عليهالسلام : «إنّ الله سكت عن أشياء ، لم يسكت عنها نسيانا ، فلا تتكلّفوها ، رحمة من الله لكم» ،
______________________________________________________
(الطرق المنصوبة) كما اذا تمكن من الرجوع الى الكتاب ، والسنّة ، والاجماع ، والعقل ، أو تمكن المقلد من الرجوع الى رسالة المجتهد ، أو الى المجتهد نفسه.
(أو كانت الشبهة من العقائد ، أو الغوامض) الاصولية ، كمسائل الجبر والتفويض ، والقضاء والقدر ، وعدم سهو المعصوم ، فان اللازم على الانسان أن يعتقد بهذه الامور اعتقادا قاطعا عن علم أو دليل ، فاذا لم يعتقد بها عن علم ، أو دليل علمي كان مخطئا ، لأن الغوامض من المسائل الاصولية هي (التي لم يرد من الشرع التديّن به بغير علم وبصيرة) فقد قال سبحانه : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (١) وغيره من الأدلة الدالة على وجوب العلم فيها.
(بل نهى عن ذلك) أي : عن التدين بها بغير علم (بقوله عليهالسلام : إنّ الله سكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا ، فلا تتكلّفوها) أي : لا تلقوا أنفسكم في مشقة معرفتها (رحمة من الله لكم) (٢) فانه لو وجب على الانسان معرفة خصوصيات المبدا قبل الخلقة وحين الخلقة وبعد الخلقة ، وأسماء الأنبياء وأوصيائهم ، وخصوصياتهم ، وخصوصيات الموت ، والبرزخ ، والقيامة ، والجنّة والنار ، وغيرها ممّا تستوعب ملايين الصفحات ، لوقع الانسان في أعظم مشقة.
__________________
(١) ـ سورة محمّد : الآية ١٩.
(٢) ـ غوالي اللئالي : ج ٣ ص ٥٤٨ ح ١٥ ، من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٧٤ ب ٢ ح ٥١٤٩ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٧٥ ب ١٢ ح ٣٣٥٣١.